للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الكوفةِ. وقد ذُكِر عن (١) العربِ سَماعًا أنَّها تقولُ: رأيْتُ آلَ مكةَ، وآلَ المدينةِ. وليس ذلك في كلامِهم بالمستعملِ الفاشى.

وأما ﴿فِرْعَوْنَ﴾ فإنه يقالُ: إنه اسمٌ كانت مُلوكُ العَمالِقةِ بمصرَ تُسَمَّى به، كما كانت ملوكُ الرومِ يُسمَّى بعضُهم قيصَرَ، وبعضُهم هِرقْلَ، وكما كانت ملوكُ فَارسَ تُسَمَّى الأكاسِرةَ واحدُهم كِسْرَي، وملوكُ اليمنِ تُسَمَّى التَّبَابِعةَ، واحدُهم تُبَّعٌ.

وأما فرعونُ موسى الذى أخْبَر اللهُ تعالى ذكرُه عن بنى إسرائيلَ أنه نجَّاهم منه، فإنه يقالُ: إن اسمَه [الذى هو اسمُه] (٢) الوَليدُ بنُ مُصْعبٍ. كذلك ذكَر محمدُ بنُ إسحاقَ أنه بلَغه عن اسمِه. حدَّثنا بذلك محمدُ بنُ حُميدٍ، قال: حدَّثنا سلمةُ، عن ابنِ إسحاقَ (٣).

[وقد قيل: إن اسمَه] (٤) مصعبُ بنُ الرّيَّانِ.

وإنما جاز أن يقالَ: ﴿وَإِذْ نَجَّيْنَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ﴾. والخطابُ به لمن لَمْ (٥) يُدْرِكْ فرعونَ ولا المُنَجَّيْنَ منه؛ لأنَّ المُخَاطَبِين بذلك كانوا أبناءَ مَن نجَّاهم مِن فرعونَ وقومِه، فأضاف ما كان مِن نعمِه على آبائِهم إليهم، وكذلك ما كان مِن كُفرانِ آبائِهم، على وجهِ الإضافةِ، كما يقولُ القائلُ لآخرَ: فعَلْنا بكم كذا وكذا (٦)،


(١) بعده في ص، م: "بعض".
(٢) سقط من: م، ت ١، ت ٢، ت ٣.
(٣) أخرجه المصنف في تاريخه ١/ ٣٨٧.
(٤) في م: "أن اسمه الوليد بن".
(٥) سقط من: ص، ر، ت ١، ت ٢، ت ٣.
(٦) سقط من: ص، م، ت ١، ت ٢، ت ٣.