للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الهُذَيلِ فى قولِه: ﴿أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ﴾ الآية. قال: إن وليَّ اللهِ إذا رُئِيَ ذُكِر اللهُ.

وقال آخرون في ذلك بما حدَّثنا أبو هشامٍ الرفاعيُّ، قال: ثنا ابنُ (١) فُضَيلٍ، قال: ثنا أبي، عن عمارةَ بنِ القَعْقاعِ الضَّبِّيِّ، عن أبي زُرْعةَ بنِ (٢) عمرِو بنِ جريرٍ (٣) البَجَلِيِّ، عن أبي هريرةَ، قال: قال رسولُ اللهِ : "إِنَّ مِن عِبادِ اللهِ عبادًا يَغْبِطُهم الأنبياءُ والشهداءُ". قيل: مَن هم يا رسولَ اللهِ، فلعلنا نحبُّهم؟ قال: "هم قومٌ تَحابُّوا في اللهِ مِن غيرِ أموالٍ ولا أنسابٍ (٤)، وجوهُهم (٥) نورٌ، على منابرَ مِن نورٍ، لا يَخافُون إذا خافَ الناسُ، ولا يَحْزَنون إذا حَزِنَ الناسُ". وقرَأ: ﴿أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (٦٢)(٦).

حدَّثنا ابنُ حُمَيدٍ، قال: ثنا جريرٌ، عن عمارةَ، عن أبي زُرْعَةَ، عن عمرَ بنِ الخطابِ، قال: قال رسولُ اللهِ : "إِنَّ مِن عِبادِ اللهِ لأُناسًا، ما هم بأنبياءَ ولا شهداءَ، يَغْبِطُهم الأنبياءُ والشهداءُ يومَ القيامةِ بمكانِهم مِن اللهِ". قالوا: يا رسولَ اللهِ، أخبرْنا مَن هم، وما أعمالُهم، فإنَّا نحبُّهم لذلك؟ قال: "هم قومٌ تَحابُّوا في


(١) في النسخ: "أبو". والمثبت من مصادر التخريج، وينظر تهذيب الكمال ٢٦/ ٢٩٣.
(٢) في النسخ: "عن". والمثبت من مصادر التخريج، وينظر تهذيب الكمال ٣٣/ ٣٢٣.
(٣) في م: "حمزة".
(٤) فى ص، ت ١، ت ٢، س، ف: "أسباب".
(٥) بعده في م: "من".
(٦) أخرجه ابن أبي الدنيا في الإخوان (٥)، والبيهقى فى شعب الإيمان (٨٩٩٧) من طريق ابن فضيل به، وأخرجه النسائى فى الكبرى (١١٢٣٦) من طريق محمد بن فضيل عن أبيه وعمارة عن أبي زرعة به، وأخرجه أبو يعلى (٦١١٠) -وعنه ابن حبان (٥٧٣) - من طريق ابن فضيل عن عمارة عن أبي زرعة به. وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٣/ ٣١٠ إلى ابن المنذر وأبى الشيخ وابن مردويه.