وقال شيخ الإسلام: طعن فيه من هو أعلم من مسلم مثل يحيى بن معين ومثل البخاري وغيرهما، وذكر البخاري أن هذا من كلام كعب الأحبار وطائفة اعتبرت صحته؛ مثل أبي بكر بن الأنباري وأبي الفرج بن الجوزي وغيرهما، وقد وافق البيهقي وغيره الذين ضعفوه. وهذا هو الصواب؛ لأنه قد ثبت بالتواتر أن الله خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام، وثبت أن آخر الخلق كان يوم الجمعة، فيلزم أن يكون أول الخلق يوم الأحد، وهكذا هو عند أهل الكتاب، وعلى ذلك تدل أسماء الأيام. ولو كان أول الخلق يوم السبت وآخره يوم الجمعة لكان قد خلق في الأيام السبعة، وهو خلاف ما أخبر به القرآن مع أن حذاق الحديث يثبتون علة هذا الحديث من غير هذه الجهة، وأن راويه غلط فيه لأمور يذكرونها. وأسند البيهقي (٨١٣) عن ابن المديني قال: ما أرى إسماعيل بن أمية أخذ هذا إلا من إبراهيم بن أبي يحيى. وينظر مجموع الفتاوى ١٧/ ٢٣٥، ١٨/ ١٨، والبداية والنهاية ١/ ٣١ - ٣٣، وتفسير ابن كثير ١/ ٩٩، ٣/ ٤٢٢، والأنوار الكاشفة للمعلمي ص ١٨٨، والصحيحة (١٨٣٣).