للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يومَ السبتِ، وخَلَقَ الجبالَ فيها يومَ الأحدِ، وخَلَقَ الشجرَ فيها يومَ الاثنينِ، وخَلَقَ المكروهَ يومَ الثلاثاءِ، وخَلَقَ النورَ يومَ الأربعاءِ، وبَثَّ فيها من كلِّ دابةٍ يومَ الخميسِ، وخَلَقَ آدمَ بعدَ العصرِ مِن يومِ الجمعةِ في آخرِ الخلقِ، في آخرِ ساعاتِ الجمعةِ، فيما بَيْن العصرِ إلى الليلِ" (١).

حدَّثنا القاسمُ، قال: ثنا الحسينُ، قال: ثنى حجاجٌ، عن ابنِ جريجٍ قولَه: ﴿فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ﴾. قال: بدأ خلقَ الأرضِ في يومين، وقَدَّرَ فيها أقواتَها في يومين.

حدَّثنا ابنُ حميدٍ، قال: ثنا جريرٌ، عن الأعمشِ، عن أبي صالحٍ، عن كعبٍ،


(١) أخرجه أحمد ١٤/ ٨٢ (٨٣٤١)، ومسلم (٢٧٨٩)، والنسائي في الكبرى (١١٠١٠)، وابن أبي حاتم في تفسيره ١/ ٧٤ (٣٠٤)، وأبو يعلى (٦١٣٢)، وابن حبان (٦١٦١)، وأبو الشيخ في العظمة (٨٧٧)، والبيهقي في الأسماء والصفات (٨١٢) من طريق حجاج به، وأخرجه ابن معين في تاريخه ٣/ ٥٢ (٢١٠)، وأبو الشيخ (٨٧٨)، وابن مردويه - كما في تفسير ابن كثير ١/ ٩٩ - من طريق ابن جريج به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ١/ ٤٣ إلى ابن المنذر وسيأتي في سورة "فصلت"، الآية ٩ من طريقين عن حجاج به. وعلقه البخاري في تاريخه ١/ ٤١٣، ٤١٤ عن إسماعيل به، وقال: وقال بعضهم: عن أبي هريرة عن كعب. وهو أصح.
وقال شيخ الإسلام: طعن فيه من هو أعلم من مسلم مثل يحيى بن معين ومثل البخاري وغيرهما، وذكر البخاري أن هذا من كلام كعب الأحبار وطائفة اعتبرت صحته؛ مثل أبي بكر بن الأنباري وأبي الفرج بن الجوزي وغيرهما، وقد وافق البيهقي وغيره الذين ضعفوه.
وهذا هو الصواب؛ لأنه قد ثبت بالتواتر أن الله خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام، وثبت أن آخر الخلق كان يوم الجمعة، فيلزم أن يكون أول الخلق يوم الأحد، وهكذا هو عند أهل الكتاب، وعلى ذلك تدل أسماء الأيام. ولو كان أول الخلق يوم السبت وآخره يوم الجمعة لكان قد خلق في الأيام السبعة، وهو خلاف ما أخبر به القرآن مع أن حذاق الحديث يثبتون علة هذا الحديث من غير هذه الجهة، وأن راويه غلط فيه لأمور يذكرونها.
وأسند البيهقي (٨١٣) عن ابن المديني قال: ما أرى إسماعيل بن أمية أخذ هذا إلا من إبراهيم بن أبي يحيى. وينظر مجموع الفتاوى ١٧/ ٢٣٥، ١٨/ ١٨، والبداية والنهاية ١/ ٣١ - ٣٣، وتفسير ابن كثير ١/ ٩٩، ٣/ ٤٢٢، والأنوار الكاشفة للمعلمي ص ١٨٨، والصحيحة (١٨٣٣).