للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أرغوا (١) بنِ فالغَ (٢)، وهي ابنةُ عمِّ إبراهيمَ، ﴿قَائِمَةٌ﴾. قيل: كانت قائمةً من وراءِ السِّترِ، تستمعُ كلامَ الرسلِ وكلامَ إبراهيمَ. وقيل: كانت قائمةً تخدُمُ الرسلَ، وإبراهيمُ جالسٌ مع الرسلِ.

وقولُه: ﴿فَضَحِكَتْ﴾. اختلفَ أهلُ التأويلِ في معنى قولِه: ﴿فَضَحِكَتْ﴾. وفي السببِ الذي مِن أجلِه ضَحِكت؛ فقال بعضُهم: ضَحِكت الضَّحكَ المعروفَ؛ تعَجُّبًا مِن أنها وزوجَها إبراهيمَ يَخدُمان ضِيفانَهم بأنفسِهما، تَكرِمةً لهم، وهم عن طعامِهم مُمسِكون لا يأكُلون (٣).

ذكرُ من قال ذلك

حدَّثني موسى بنُ هارونَ، قال: ثنا عمرُو بنُ حمادٍ، قال: ثنا أسباطُ، عن السديِّ، قال: بَعَثَ اللَّهُ الملائكةَ لتُهْلِكَ قومَ لوطٍ، أقبَلَت تَمشي في صورةِ رجالٍ شبابٍ حتى نَزَلوا على إبراهيمَ، فتضيَّفُوه، فلما رَآهم إبراهيمُ أَجلَّهم، فراغَ إلى أهلِه فجاء بعجلٍ سمينٍ، فذَبَحه ثم شَواه في الرَّضْفِ، فهو (٤) الحَنيذُ حينَ شَواه، وأَتاهم فقعَد معهم، وقامَت سارَةُ تَخدُمُهم، فذلك حينَ يقولُ: (وامرأتُه قائمةٌ وهو جالسٌ). في قراءةِ ابنِ مسعودٍ، فلما قَرَّبه إليهم قال: ألا تأكُلون؟ قالوا: يا إبراهيمُ، إنا لا نأكُلُ طعامًا إلا بثمنٍ. قال: فإن لهذا ثَمَنًا، قالوا: وما ثَمنُه؟ قال:


(١) في الأصل، ص، ت ١، س، ف: "راعوا"، وفي م: "راعو"، وفي ت ٢: "راعول". والمثبت من تاريخ المصنف.
(٢) في الأصل، ص، ت ١، ت ٢: "فالح"، وفي س، ف: "فالخ".
(٣) في ص، ت ١، س، ف: "يأكلونه".
(٤) في الأصل: "وهو".