للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تَذكُرون اسمَ اللَّهِ على أوَّلِه، وتحمَدونه على آخرِه. فنظَر جبريلُ إلى ميكائيلَ فقال: حُقَّ لهذا أن يتَّخِذَه ربُّه خليلًا. ﴿فَلَمَّا رَأَى أَيْدِيَهُمْ لَا تَصِلُ إِلَيْهِ﴾. يقولُ: لا يأكُلون، فَزِع منهم، وأوجَسَ منهم خِيفةً، فلما نَظَرت إليهم (١) سارَةُ أنه قد أكرَمهم، وقامَت هي تخدُمُهم، ضَحِكت، وقالت: يا (٢) عجَبًا لأضيافِنا هؤلاء، إنا نخدُمهم بأنفسِنا تَكرِمةً لهم، وهم لا يأكُلون طعامَنا (٣)!

وقال آخرون: بل ضَحِكت مِن أن قومَ لوطٍ في غفلةٍ وقد جاءتْ رسلُ اللَّهِ بإهلاكِهم (٤).

ذكرُ من قال ذلك

حدَّثنا بشرٌ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ، قال: لما أوجَسَ إبراهيمُ خِيفةً في نفسِه، حدَّثوه عند ذلك بما جاءوا فيه، فضَحِكت امرأتُه، وعَجِبت من أن قومًا أتاهم العذابُ وهم في غفلةٍ، فضَحِكت من ذلك وعَجِبت، فبشَّرْناها بإسحاقَ، ومن وراءِ إسحاقَ يعقوبَ (٥).

حدَّثنا محمدُ بنُ عبدِ الأعلى، قال: ثنا محمدُ بنُ ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادةَ أنه قال: ضحِكت (٦) تعجُّبًا مما فيه قومُ لوطٍ من الغفلةِ، ومما أتاهم من العذابِ (٧).

وقال آخرون: بل ضَحِكَت ظنًّا منها بهم أنهم يُريدون عَملَ قومِ لوطٍ.


(١) في ص، م، ت ١، ت ٢، س، ف: "إليه".
(٢) سقط من: ص، م، ت ١، ت ٢، س، ف.
(٣) أخرجه المصنف في تاريخه ١/ ٢٤٩، ٢٥٠ سندًا ومتنًا. وتقدم جزء منه ص ٤٦٩.
(٤) في ص، م، ت ١، ت ٢، س، ف: "لهلاكهم".
(٥) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٦/ ٢٠٥٤ من طريق سعيد به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٣/ ٣٤٠ إلى ابن المنذر وأبي الشيخ.
(٦) في الأصل: "أضحكت".
(٧) تفسير عبد الرزاق ١/ ٣٠٦ عن معمر به.