للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فألْقَوُا السلاحَ، وحزِن موسى وبنو إسرائيلَ للذى كان مِن القتلِ فيهم، فأوْحَى اللهُ إلى موسى: ما (١) يَحْزُنُك؟ أمّا مَن قُتِل منكم (٢) فحىٌّ عندى يُرْزَقُ (٣) وأمَّا مَن بقِى فقد قَبِلْتُ توبتَه. [فبشَّر بذلك موسى بنى] (٤) إسرائيلَ (٥).

حدَّثنا الحسنُ بنُ يحيى، قال: أخْبرَنَا عبدُ الرزاقِ، قال: أخْبَرَنا مَعْمَرٌ، عن الزهرىِّ وقتادةَ في قولِه: ﴿فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ﴾. قالا (٦): قاموا صفَّيْنِ يقتُلُ بعضُهم بعضًا، حتى قيل لهم: كُفُّوا. قال قتادةُ: كانت شهادةً للمقتولِ، وتوبةً للحىِّ.

حدَّثنا القاسمُ، قال: حدَّثنا الحسينُ، قال: حدَّثنى حجاجٌ، عن ابنِ جُرَيجٍ، قال: قال لى عطاءٌ: سمِعْتُ عُبَيدَ بنَ عُميرٍ يقولُ: قام بعضُهم إلى بعضٍ يَقْتُلُ بعضُهم بعضًا، ما يتوقَّى (٧) الرجلُ أباه ولا أخاه ولا ابنَه [ولا] (٨) أحدًا، حتى نزَلَتِ التوبةُ. قال ابنُ جُريجٍ: وقال ابنُ عباسٍ: بلَغ قَتلاهم سبعين ألفًا، ثم رفَع اللهُ عنهم القتلَ، وتاب عليهم.


(١) في م: "لا".
(٢) في الأصل: "منهم". والمثبت موافق لما في تفسير ابن كثير.
(٣) فى الأصل: "يرزقون".
(٤) في م، وتفسير ابن كثير: "فسر بذلك موسى وبنو".
(٥) ذكره ابن كثير في تفسيره ١/ ١٣١ عن المصنف، وقال: إسناد جيد. وعزاه السيوطي في الدر المنثور ١/ ٧٠ إلى المصنف وأحمد في الزهد.
(٦) فى م، ت ١، ت ٢، ت ٣: "قال".
(٧) في الأصل: "يىدىا"، وفى ص: "تبرانا".
ولعل ما في الأصل وص تصحف من: "يترابأ". كما أثبتها الشيخ شاكر، ورابأت الشئ ورابأت فلانا: حذرته واتقيته. ورابأ الرجلَ: اتقاه. اللسان (ر ب أ).
(٨) سقط من: الأصل.