للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال ابنُ جُرَيْجٍ: قاموا صفَّيْن فاقْتَتلوا بينَهم، فجعَل اللهُ القتلَ لمَن قُتِل منهم شَهادةً، وكانت توبةً لمن بقِى، وكان قتلُ بعضِهم بعضًا أن اللهَ علِم أن ناسًا منهم علِموا أن العِجْلَ باطلٌ، فلم يَمْنَعْهم أن يُنْكِروا عليهم إلا مخافةَ القتالِ، فلذلك أُمِرُوا (١) أن يَقْتُلَ بعضُهم بعضًا.

حدَّثنا ابنُ حُميدٍ، قال: حدَّثنا سلمةُ، عن ابنِ إسحاقَ، قال: لما رجَع موسى إلى قومِه، وأحْرَق العِجلَ وذَرَّاه في اليَمِّ، خرَج إلى ربِّه بمَن اخْتار مِن قومِه، فأخَذَتْهم الصاعقةُ ثم بُعِثوا، سأل موسى ربَّه التوبةَ لبنى إسرائيلَ مِن عبادةِ (٢) العجلِ، فقال: لا، إلا أن يَقْتُلوا أنفسَهم. قال: فبلَغَنى أنهم قالوا لموسى: نَصْبِرُ لأمرِ اللهِ. فأمَر موسى مَن لم يكنْ عبَد العجلَ أن يَقْتُلَ مَن عَبدَه، فجلَسوا بالأفْنِيةِ، وأصلَت (٣) عليهم القومُ السيوفَ، فجعَلوا يَقْتُلونهم، وبكَى موسى وبَهَش (٤) إليه الصِّبْيانُ والنساءُ يَطْلُبون العفوَ عنهم، فتاب عليهم وعفا عنهم، وأمَر موسى أن [يُرْفَعَ عنهم السيفُ] (٥).

حدَّثنى يونُسُ، قال: أخْبَرنا ابنُ وهبٍ، قال: قال ابنُ زيدٍ: لما رجَع موسى إلى قومِه، وكان (٦) سبعون رجلًا قد اعْتَزَلوا مع هارونَ العجلَ لم يَعْبُدوه، فقال لهم


(١) في ص، م، ت ١، ت ٢، ت ٣: "أمر".
(٢) بداية خرم في النسخة (ص) وينتهى في ص ٦٩١.
(٣) في م: "سلت". وأصلت السيف: جرده من غمده، اللسان (ص ل ت)،
(٤) بهَشْتُ إلى الرجل وبهش إلىّ: تهيأْتُ للبكاء وتهيأ له. اللسان (ب هـ ش).
(٥) في م، وتفسير ابن كثير: "ترفع عنهم السيوف".
والأثر ذكره ابن كثير في تفسيره ١/ ١٣١، ١٣٢ عن ابن إسحاق.
وأخرجه المصنف في تاريخه ١/ ٤٢٧، ٤٢٨، عن ابن حميد، عن سلمة، عن ابن إسحاق، عن صدقة بن يسار، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس.
(٦) في م، ت ٣: "كانوا".