للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقولُه: ﴿وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ﴾. يقولُ: وأَوْحَيْنا إلى يوسُفَ: لتُخْبِرَنَّ إخوتَك ﴿بِأَمْرِهِمْ هَذَا﴾. يقولُ: بفعلِهم هذا الذي فعَلوه بك ﴿وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ﴾. يقولُ: وهم لا يَعْلَمون، ولا يَدْرُون.

ثم اخْتَلَف أهلُ التأويلِ فى المعنى الذي عناه اللهُ ﷿ بقولِه: ﴿وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ﴾، فقال بعضُهم: عُنِى بذلك: أن اللهَ أَوْحَى إِلى يُوسُفَ أَن يُوسُفَ سَيُنْبِيءُ إخوتَه بفعلِهم به ما فعَلوه، من إلقائِه فى الجبِّ، وبيعِهم إياه، وسائرِ ما صنَعوا به مِن صَنيعِهم، وإخوتُه لا يَشْعُرون بوحْيِ اللهِ إليه بذلك (١).

ذكرُ من قال ذلك

حدَّثني محمدُ بنُ عمرٍو، قال: ثنا أبو عاصمٍ، قال: ثنا عيسى، عن ابنِ أبى نجيحٍ، عن مجاهدٍ: ﴿وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ﴾ إلى يوسُفَ (٢).

حدَّثني المُثَنَّى، قال: ثنا أبو حذيفةَ، قال: ثنا شبلٌ، عن ابنِ أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: ﴿وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هَذَا﴾. قال: أَوْحَيْنَا إلى يوسُفَ لَتُنَبِّئَنَّ إخوتَك (٣).

قال: ثنا إسحاقُ، قال: ثنا عبدُ اللهِ، عن وَرْقاءَ، عن ابنِ أبي نَجيحٍ، عن مجاهدٍ في قولِه: ﴿وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هَذَا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ﴾. قال: أوْحى إلى يوسُفَ وهو فى الجبِّ أنْ سيُنَبِّئُهم بما صنَعوا به (٤)، وهم لا يَشْعُرون


(١) بعده في ت ١: "كله".
(٢) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٧/ ٢١٠٩ (١١٣٧٧) من طريق أبي عاصم به.
(٣) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٧/ ٢١٠٩ (١١٣٧٨) من طريق أبي حذيفة به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٤/ ٩ إلى ابن المنذر وأبى الشيخ.
(٤) زيادة من: ت ١.