للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فأما ما كان من همِّ يوسُفَ بالمرأةِ وهمِّها به، فإن أهل العلمِ قالوا في ذلك ما أنا ذاكرُه (١):

وذلك ما حدَّثنا أبو كريبٍ وسفيانُ بنُ وكيعٍ وسهلُ بنُ موسى الرازيُّ، قالوا: ثنا ابن عُيينةَ، عن عثمانَ بن أبي سليمانَ، عن ابن أبي مُلَيْكَةَ، عن ابن عباسٍ، سُئِل عن همِّ يوسُفَ ما بلَغ؟ قال: حَلَّ الهِمْيانَ، وجلس منها مجلسَ الخاتنِ (٢) لفظُ الحديثِ لأبي كُريبٍ (٣).

حدَّثنا أبو كُريبٍ، وابنُ وكيعٍ، قالا: ثنا ابن عُيينةَ، قال: سمِع عبيدُ اللهِ بنُ أَبي يَزِيدَ ابنَ عباسٍ في قولِه: ﴿وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا﴾. قال: جلَس منها مجلسَ الخاتنِ، وحَلَّ الهِمْيانَ (٤).

حدَّثنا زيادُ بنُ عبدِ اللهِ الحَسَّانيُّ، وعمرُو بنُ عليٍّ، والحسنُ بنٌ محمدٍ، قالوا: ثنا سفيانُ بنُ عيينةَ، عن عبيدِ (٥) اللهِ بن أبى يزيدَ، قال: سَمِعْتُ ابنَ عباسٍ سُئِل: ما بلَغ مِن هِمِّ يوسُفَ؟ قال: حَلَّ الهِمْيانَ، وجلَس منها مجلسَ الخاتنِ.

حدَّثني زيادُ بنُ عبدِ اللهِ، قال: ثنا محمدُ بنُ أبي عديٍّ، عن ابن جُريجٍ، عن ابن أبي مُلَيْكةَ، قال: سأَلْتُ ابن عباسٍ: ما بلَغ مِن همِّ يوسُفَ؟ قال:


(١) اختلف المفسرون في تفسير الهم، وقد نسب بعضهم ليوسف ما لا يجوز نسبته لآحاد الفساق، وهذه الأقوال قسمان: قسم منها لم يثبت نقله عمن نقل عنه بسند صحيح، وهذا لا إشكال في سقوطه، وقسم ثبت عن بعض من ذكر، ومن ثبت عنهم منهم شيء من ذلك، فالظاهر أنه إنما تلقاه عن الإسرائيليات، وأما أقوال أهل السلف فنعتقد أنه لا يصح عن أحد منهم شيء من ذلك؛ لأنها أقوال متكاذبة يناقض بعضها بعضًا مع كونها قادحة في بعض فساق المسلمين فضلًا عن المقطوع لهم بالعصمة، فالذي يصح إذن أن يوسف لم يقع منه هم بها ألبته. ينظر البحر المحيط ٥/ ٢٩٥، أضواء البيان ٣/ ٦٨.
(٢) في تاريخ المصنف: "الحائز". والمثبت موافق لإحدى نسخه.
(٣) أخرجه المصنف في تاريخه ١/ ٣٣٧، وأخرجه عبد الرزاق في تفسيره ١/ ٣٢١، وسعيد بن منصور في في سننه (١١١٦ - تفسير)، وابن أبي حاتم في تفسيره (٧/ ٢١٢٢ (١١٤٧٣) من طريق ابن عيينة به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٤/ ١٣ إلى الفريابي وابن المنذر وأبى الشيخ والحاكم.
(٤) أخرجه سعيد بن منصور (١١١٧ - تفسير) من طريق سفيان به.
(٥) في م، ت ١، ت ٢، س، ف: "عبد". وينظر تهذيب الكمال ١٩/ ١٧٨.