للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فهذا الذي ذكَرنا (١) عمن ذكَرنا عنه من تأويلِ هذه الكلمةِ، هو معنى الكلمةِ وتأويلُ المتكأِ، وأنها أعدَّت للنِّسوةِ مجلسًا فيه مُتَّكَأٌ وطعامٌ وشرابٌ وأُتْرُجٌّ (٢). ثم فسَّر بعضُهم المتكأَ بأنه الطعامُ، على وجهِ الخبرِ عن الذي أُعِدَّ [من أجلِه] (٣) المتكأُ، وبعضُهم عن الخبرِ عن الأُتْرُجِّ، إذ كان في الكلامِ: ﴿وَآتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ سِكِّينًا﴾. لأن السكينَ إنما تُعَدُّ (٤) للأُتْرُجِّ وما أَشْبَه مما يُقْطَعُ به، وبعضُهم على البَزْماوَرْدِ (٥).

حدَّثني هارونُ بنُ حاتمٍ المقرئُ، قال: ثنا إبراهيمُ (٦) بنُ الزِّبْرِقانِ، عن أبي رَوْقٍ: عن الضحاكِ في قولِه: ﴿وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً﴾. قال: البَزْماوَرْدُ (٧) (٨).

وقال أبو عُبيدةَ معمرُ بنُ المُثَنَّى (٩): المتكأُ هو النُّمْرُقُ يُتَّكأُ عليه. وقال: زعَم قومٌ أنه الأُتْرُجُّ. قال: وهذا أبطلُ باطلٍ في الأرضِ، ولكن عسى أن يكونَ مع المتكأِ أُتْرُجٌّ


(١) في ت ١: "ذكر".
(٢) الأترج: شجر يعلو ناعم الأغصان والورق والثمر، وثمره كالليمون الكبار، وهو ذهبي اللون، داكن الرائحة، حامض الماء، وهو كثير ببلاد العرب، ولا يكون بَرّيًّا. الوسيط (أترج).
(٣) في ت ١: "لأجله".
(٤) في ص: "تعد" هكذا حرف المضارعة منقوط من أعلى ومن أسفل بناء على جواز ذلك، وفي ت ٢: "يعد".
(٥) البزماورد والزُّماورد: طعام من البيض واللحم، معرب. القاموس المحيط (ورد). وقال الشهاب الخفاجي: وهو الرقاق الملفوف باللحم … وفى كتب الأدب: هو طعام يقال له: لقمة القاضي، ولقمة الخليفة. ينظر شفاء الغليل ص ١١٣.
(٦) في م، ت ١، ت ٢، س، ف: "هشيم". وينظر الجرح والتعديل ٢/ ١٠٠.
(٧) في ص: "الرماورد".
(٨) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٧/ ٢١٣٣ (١١٥٤١) من طريق أبى روق به، كما أخرجه أيضا ٧/ ٢١٣٣ (١١٥٤٠) من طريق إبراهيم بن الزبرقان، عن أبي سنان، عن الضحاك بلفظ: كنا نقول ونحن غلمان: هو البزماورد.
(٩) مجاز القرآن ١/ ٣٠٩.