للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يأكُلونه.

وحكى أبو عُبيدٍ (١) القاسمُ بنُ سلَّامٍ قولَ أبي عُبيدةَ هذا (٢)، ثم قال: والفقهاءُ أعلمُ بالتأويلِ منه. ثم قال: ولعله (٣) بعضُ ما ذهب من كلامِ العربِ، فإن الكِسائيَّ كان يقولُ: قد ذهَب من كلامِ العربِ شيءٌ كثيرٌ انْقَرض أهلُه.

والقولُ في أن الفقهاءَ أعلمُ بالتأويلِ من أبى عُبيدةَ، كما قال أبو عُبيدٍ (٤)، لا شكّ فيه، غيرَ أن أبا عبيدةَ لم يَبعُدْ من الصوابِ في هذا القولِ، بل القولُ كما قال، من أن من قال للمتكإِ: هو الأُتْرُجُّ، إنما بيَّن المُعَدَّ في المجلسِ الذي فيه المتكأُ، والذي من أجلِه أُعْطِين السكاكينَ؛ لأن السكاكينَ معلومٌ أنها لا تُعَدُّ للمتكإِ إلا لتخريقِه، ولم يُعطيَن السكاكينَ لذلك. ومما يبيِّنُ صحةَ ذلك القولُ الذي ذكَرناه عن ابن عباسٍ، من أن المتكأَ هو المجلسُ.

ثم روَى (٥) مجاهدٌ عنه ما حدَّثني به سليمانُ بنُ (٦) عبدِ الجبارِ، قال: ثنا محمدُ بن الصَّلْتِ، قال: ثنا أبو كُدَينَةَ، عن حُصينٍ، عن مجاهدٍ، عن ابن عباسٍ: ﴿وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً وَآتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ سِكِّينًا﴾. قال: أَعْطَتهنَّ أُتُرجًّا، وأَعْطت كلَّ واحدةٍ منهن سكينًا (٧).

فبيَّن ابن عباسٍ في روايةِ مجاهدٍ هذه، ما أَعْطَت النِّسوة، وأَعْرض عن ذكرِ


(١) في ص، ت ٢، س، ف: "عبيدة"، وغير واضحة في: ت ١.
(٢) سقط من م.
(٣) في ص، ت ١، ت ٢، س: "لعل".
(٤) في ص، ت ١، ت ٢، س: "عبيدة".
(٥) بعده في م: "عن".
(٦) في س: "عن".
(٧) أخرجه المصنف في تاريخه ١/ ٣٤٠، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٤/ ١٦ إلى ابن مردويه.