للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حاشَى أبى (١) ثَوْبَانَ (٢) إِنَّ بِهِ (٣) … ضَنًّا عن المَلْحاةِ (٤) والشَّتْمِ

وذُكِر عن ابن مسعودٍ أنه كان يقرأُ بهذه اللغةِ (٥)، [و (حَشَى اللهِ] (٦). و (حاشْ اللهِ (٧)). بتسكينِ الشينِ والألفِ، يجمَعُ بين الساكنين (٨).

وأما القراءةُ فإنما هي بإحدى اللغتين الأُولَيَين (٩)، فمن قرَأ: ﴿حَاشَ لِلَّهِ﴾. بفتحِ الشينِ وإسقاطِ الياءِ، فإنه أراد لغةَ من قال: حاشَى للهِ. بإثباتِ الياءِ، ولكنه حذف الياء لكثرتِها على ألسنِ العربِ، كما حذَفتِ العربُ الألفَ من قولِهم: لا أبَ لغيرِك، ولا أبَ لشانِيكَ. وهم يعنون: لا أبًا لغيرِك، ولا أبًا لشانِيك.

وكان بعضُ أهلِ العلمِ بكلام العرب يزعُمُ أن لقولِهم: حاشَى (١٠). موضعين في الكلامِ: أحدُهما: التنزيهُ، والآخرُ الاستثناءُ. وهو في هذا الموضعِ عندَنا بمعنى التنزيهِ للهِ، كأنه قيل: معاذَ اللهِ.


= ونسب في نسخة من مجاز القرآن ١/ ٣١٠ إلى سبرة بن عمرو الأسدى، والبيت هنا وفي مجاز القرآن مركب من صدر بيت على عجز آخر، ينظران في المفضليات والأصمعيات.
(١) في المفضليات: "أبا".
(٢) في ص، ت ١، س: "بروان". وفى ف: "برقان"، وكذا في ت ٢ ولكن غير منقوطة.
(٣) في ص: "له".
(٤) الملحاة من: لحا الرجل لحوًا: شتمه. اللسان (ل ح و).
(٥) هي قراءة أبيّ أيضا، ينظر مختصر الشواذ ص ٦٨، والمحتسب ١/ ٣٤١.
(٦) سقط من: م.
(٧) في م: "لله". وكما في المطبوعة روى القطعى عن نافع، ورويت عن الحسن بخلاف عنه. ينظر المصدرين السابقين، وأثبتنا ما وافق النسخ الأخرى، وإن لم نجد من قرأ بها لموافقته كلام المصنف قبل ذلك ولقوله بعد: بتسكين الشين والألف.
(٨) قراءات ابن مسعود هذه لغة، وهى شاذة، وليس كل ما جاز لغة جاز قراءةً؛ لأن القراءة سنة متبعة، وسيأتي قريبا قول المصنف في ذلك.
(٩) في ص: "الأولتين".
(١٠) بعده في م، ت ٢: "لله".