للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

سِبْطًا (١)؛ أُمَّةً مِن الناسِ (٢).

حدَّثنى يونُسُ، قال: أخْبَرَنا ابنُ وهبٍ قال: قال ابنُ زيدٍ: اسْتَسْقَى لهم موسى في التِّيهِ، فسُقُوا في حَجرٍ مثلِ رأسِ الشاةِ. قال: يُلْقُونه في جانبِ (٣) الجُوَالِقِ (٤) إذا ارْتَحَلوا، ويَقْرَعُه موسى بالعصا إذا نزَل، فتَنْفَجِرُ منه اثنتا عشْرَةَ عينًا، لكلِّ سبطٍ منهم عينٌ، فكان بنو إسرائيلَ يَشْرَبون منه، حتى إذا كان الرحيلُ اسْتَمْسَكَت العُيونُ، وقيل به (٥) فأُلْقِى في جانبِ الجُوَالِقِ، فإذا نزَل رمَى به، فقرَعه بالعصا، فتفَجَّرَت عينٌ مِن كلِّ ناحيةٍ مثلَ البحرِ.

وحدَّثنى موسى، قال: حدَّثنا عمرٌو، قال: حدَّثنا أسْباطُ، عن السُّدىِّ، قال: كان ذلك في التِّيهِ (٦).

وأما قولُه: ﴿قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ﴾. فإنما أخْبَر اللهُ جلَّ ثناؤُه بذلك عنهم، [فخصَّ بالنَّبأِ عنهم بذلك] (٧)؛ لأن معناهم -في الذى أخْرَج اللهُ لهم مِن الحجرِ الذى وصَف في هذه الآيةِ صفتَه مِن الشربِ- كان مُخالِفًا معانىَ سائرِ الخلقِ فيما أخْرَج اللهُ لهم مِن المياهِ مِن الجبالِ والأرَضِينَ، التى لا مالكَ لها سوى اللهِ جلَّ وعزَّ. وذلك أن اللهَ جلَّ ثناؤُه كان جعَل لكلِّ سِبْطٍ مِن الأسباطِ الاثنَىْ عشَرَ،


(١) بعده في م: "و".
(٢) عزاه السيوطي في الدر المنثور ١/ ١٤٠ إلى المصنف مقتصرًا على آخره.
(٣) في م: "جوانب".
(٤) الجوالق: وعاء من الأوعية معروف، فارسى معرب. اللسان (ج ل ق).
(٥) قيل به. أى: رُفع وحُمل، والعرب تجعل القول عبارة عن جميع الأفعال، وتطلقه على غير الكلام واللسان، فتقول: قال بيده. أى أخذ، وقال برجله. أى مشى. ينظر النهاية ٤/ ١٢٤.
(٦) أخرجه المصنف في تاريخه ١/ ٤٣٠، ٤٣١ عن موسى بن هارون به، عن السدى بإسناده، مطولًا.
(٧) سقط من: ر، م، ت ١، ت ٢، ت ٣.