للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أُعْطِيك أعِنَّةَ الخَيْلِ" قال: فقط (١)! قال: "فما تَبْغى؟ " قال: لى الشرقُ ولك الغربُ. قال: "لا". قال: فلى الوَبَرُ، ولك المدَرُ. قال: "لا". قال: لأَمْلأَنَّها عليك إذنْ خَيلًا ورجالًا. قال: "يَمْنَعُكَ اللَّهُ ذَاكَ، [وابنا قَيْلةَ] (٢). يريدُ الأوسَ والخزرجَ، قال: فخرَجا، فقال عامرٌ لأرْبَدَ: إن كان الرجلُ لنا لمُمَكَّنًا (٣)، لو قتلناه ما انتطحت فيه عنزان، ولَرضُوا بأن نَعْقِلَه لهم، [وأحبوا السِّلمَ] (٤)، وكَرِهوا الحربَ إذا رأَوا أمرًا قد وقَع. فقال الآخرُ: إن شئتَ. فتشاورا، وقال: ارجِعْ وأنا أَشْغَلُه عنك بالمجادلةِ، وكن وراءَه، فاضرِبْه بالسيفِ ضربةً واحدةً. فكانا كذلك، واحدٌ وراءَ النبيِّ ، والآخرُ قال: افصُصْ علينا (٥) قَصصَك. قال: "ما [تَقُولُ؟ " قال: قرآنُك] (٦). فجعَل يجادِلُه ويَسْتَبْطِئُه، حتى قال له: ما لك حُشِمتَ (٧)؟ قال: وضَعتُ يدى على قائمِ سيفى فيبِست (٨)، فما قَدَرْتُ على أن أُحْلِىَ ولا أُمِرَّ (٩) ولا أحرِّكَها. قال: فخرَجا؛ فلما كانا بالحرَّةِ سمِع بذلك سعدُ بنُ مُعاذٍ وأُسيدُ بنُ حُضَيرٍ، فخرَجا إليهما (١٠)، على كلِّ واحدٍ منهما لأْمَتُه، ورمُحه بيدِه، وهو متقلِّدٌ سيفَه، فقالا لعامرِ بن


(١) في ص، ت ١، ت ٢، س، ف: "أقط"، وفى م: "لا"، والمثبت من مصدر التخريج.
(٢) في م: "أبناء قيلة"، وفى ت ١، ت ٢، س: "ابن قيلة"، وفى الدر: "وأتيا قبيلة".
(٣) في ت ١: "لمهلكنا"، وفى ت ٢، س، ف: "لمملكنا".
(٤) سقط من: ص، ت ١، ت ٢، س، ف.
(٥) في الدر المنثور: "علَيّ".
(٦) في م: "ما يقول قرآنك".
(٧) في م: "أحشمت". والحشمة: الحياء والانقباض، وقال الأصمعى: في يديه حشوم، أي انقباض.
ينظر اللسان (ح ش م).
(٨) سقط من: ص، ت ١، ت ٢، س، ف.
(٩) ما أُمِرُّ وما أُحلى، أي: ما آتى بكلمة ولا فَعْلة مرة ولا حلوة. اللسان (م ر ر).
(١٠) في ص، ت ١، ت ٢، س، ف: "إليه".