للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الطفيلِ: يا أعورُ جئتنا (١) يا أبلَخُ (٢)، أنت الذي تشرُطُ على رسولِ اللَّهِ ؟! لولا أنك في أمانٍ من رسولِ اللَّهِ ، ما رِمْتَ (٣) المنزلَ حتى نضرِبَ (٤) عنقَك، ولكن لا تُسْتبقَيَنَّ. وكان أشدَّ الرجلين عليه أُسيدُ بنُ حُضَيرٍ، فقال: لو كان أبوه حيًّا لم يَفْعَلْ بى هذا. ثم قال لأربدَ: اخرُجْ أنت يا أربدُ إلى ناحيةِ عَدَنةَ (٥)، وأَخْرُجُ أنا إلى نجدٍ، فنجمَعُ الرجالَ، فنلتقِى عليه. فخرَج أربدُ حتى إذا كان بالرَّقَمِ (٦) بعَث اللَّهُ سحابةً من الصيفِ فيها صاعقةٌ فأحرَقته. قال: وخرَج عامرٌ، حتى إذا كان بوادٍ يقالُ له: الجُرَيرُ (٧). أرسَل اللَّهُ عليه الطاعونَ، فجعَل يَصِيحُ: يا آلَ عامرٍ، أغُدَّةٌ كغُدَّةِ البَكْرِ (٨) تَقْتُلُنى؟ [يا آلَ] (٩) عامرٍ، أَغُدَّةٌ كغُدةِ البَكْرِ تَقْتُلُنى، وموتٌ أيضًا في بيتِ سَلُوليةٍ، وهى امرأةٌ من قيسٍ. فذلك قولُ اللَّهِ: ﴿سَوَاءٌ مِنْكُمْ مَنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَنْ جَهَرَ بِهِ﴾ فقرَأ (١٠) حتى بلَغ: ﴿يَحْفَظُونَهُ﴾. تلك المعقِّباتُ من أمرِ اللَّهِ، هذا مقدَّمٌ ومؤخرٌ؛ لرسولِ اللَّهِ لا معقباتٌ يَحْفَظُونه من بين يديه ومن خلفِه، تلك المعقباتُ من أمرِ اللَّهِ، وقال لهذين: ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ﴾ فقرأ حتى


(١) في م: "يا خبيث".
(٢) في م: "أملخ"، والأبلخ: العظيم في نفسه، الجرئ على ما أتى من الفجور. اللسان (ب ل خ).
(٣) رام، يريم: إذا برح، ومارمت المكان وما رمت منه: أي ما برحته. ينظر اللسان (ر و م).
(٤) في م: "ضربت".
(٥) في ص: "عدية" غير منقوطة، وفى م: "عذية"، وفى ت ٢ س، ف: "عدية". وعَدَنة: موضع بنجد في جهة الشمال من الشربة. معجم البلدان ٣/ ٦٢٣.
(٦) الرَّقَم، بفتح أوله وثانيه: موضع بالحجاز، قريب من وادى القرى. معجم ما استعجم ٢/ ٦٦٦.
(٧) الجُرَير: موضع بنجد. معجم ما استعجم ٢/ ٣٨٠.
(٨) في ص، ت ٢، س، ف: "البكير"، وفى ت ١: "البعير". والبَكر: ولد الناقة. اللسان (ب ك ر).
(٩) في ص، ت ١، ت ٢، س، ف: "قال".
(١٠) سقط من: ت ١، ت ٢، س، ف.