هكذا حدَّثنا به بشرٌ:(عُلِمَ الكتابُ). وأنا أحْسَبُه وَهِم فيه، وأنَّه (ومن عندِه عِلْمُ الكتابِ)؛ لأن قوله: وجملتُه. اسمٌ، لا يُعْطَفُ باسم على فعلٍ ماضٍ.
حدَّثنا الحسن، قال: ثنا عبدُ الوهابِ، عن هارونَ:(ومن عندِه عِلْمُ الكتابِ). يقُولُ: مِن عندِ اللَّهِ عِلْمُ الكِتابِ.
حدَّثني المثنَّى، قال: ثنا الحجاج بن المنهالِ، قال: ثنا أبو عوانة، عن أبي بشرٍ، قال: قلتُ لسعيد بن جبير: ﴿وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ﴾: أهو عبدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ؟ قال: هذه السورة مكيةٌ، فكيف يكونُ عبد الله بنَ سلَام؟! قال: وكان يَقْرَؤُها (ومن عنده عِلْمُ الكتاب). يقول: مِن عندِ اللَّهِ (١).
حدثنا الحسن، قال: ثنا سعيد بن منصورٍ، قال: ثنا أبو عوانة، عن أبي بشرٍ، قال: سأَلتُ سعيد بن جبير عن قولِ اللَّهِ: ﴿وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ﴾. أهو عبدُ اللَّهِ بنُ سلامٍ؟ قال: فكيف وهذه السورة مكيةٌ؟! وكان سعيدٌ يَقْرَؤُها (ومِن عندِه عِلْمُ الكتاب)] (١).
حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسينُ، قال: ثنى عبّادٌ، عن عوفٍ، عن الحسن، وجويبرٍ عن الضحاكِ بن مزاحِمٍ قالا:(ومن عنده عِلْمُ الكتاب). قال: مِن عندِ الله.
وقد روى عن رسول الله ﷺ خبرٌ بتصحيحِ هذه القراءة وهذا التأويل، غيرَ أن في إسنادِه نظرًا، وذلك ما حدثنا القاسمُ، قال: ثنا الحسين، قال: ثنى عبّادُ بنُ
(١) أخرجه سعيد بن منصور (١١٧٧ - تفسير) والنحاس في ناسخه ص ٥٣٦ من طريق أبي عوانة به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٤/ ٦٩ إلى ابن المنذر وابن أبي حاتم وهي قراءة شاذة.