للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

اللهِ قال: "إنَّ المسلم إذا سُئل فِي القبرِ يشهد أن لا إلهَ إلا الله، وأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ". قال: "فذلك قوله: ﴿يُثَبَّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ﴾ " (١).

حدثني الحسينُ (٢) بن سلمة بن أبى كبشة، ومحمد بن معمر البحرانيُّ، واللفظ لحديث ابن أبي كبشة، قالا: ثنا أبو عامرٍ عبد الملكِ بن عمرٍو، قال: ثنا عبادُ بنُ راشدٍ، عن داود بن أبى هند، عن أبي نَضْرةَ، عن أبي سعيدٍ، قال: كنا مع رسول الله في جنازة، فقال: "يا أيُّها الناسُ، إن هذه الأمةَ تُبتلى في قبورها، فإذا الإنسانُ دُفن وتفرَّق عنه أصحابُه، جاءه مَلَكٌ بيدِه مِطْرَاقٌ فأقعده، فقال: ما تقولُ في هذا الرجل؟ فإن كان مؤمنًا قال: أشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله. فيقول له: صدَقتَ. فيُفْتَح له باب إلى النار، فيقال: هذا كان منزِلَك لو كفَرتَ بربِّك، فأما إذْ آمَنْتَ به، فإِن اللَّهَ أَبْدَلَك به هذا. ثم يُفْتَحُ له بابٌ إلى الجنةِ، فيريدُ أن ينهضَ له، فيقال له: اسكنْ. ثم يُفْسَحُ له في قبره، وأما الكافر أو المنافقُ، فيقال له: ما تقولُ في هذا الرجل؟ فيقول: ما أدرى. فيقال له: لا دَرَيْتَ ولا تَليْتَ (٣) ولا اهْتَدَيْتَ. ثم يُفْتَحُ له بابٌ إلى الجنةِ، فيقال له: هذا كان منزلك لو آمنت بربك، فأما إذ كفَرْتَ، فإن اللَّهَ أَبْدَلَك هذا. ثم يُفْتَحُ له باب إلى النارِ، ثم يَقْمَعُه الملك بالمِطْرَاقِ قَمْعَةً يَسمعُه خلقُ اللهِ كلُّهم إلا الثقلين". قال بعضُ أصحابِه:


(١) أخرجه البخارى (٤٦٩٩)، وأبو داود (٤٧٥٠)، وابن منده في الإيمان (١٠٦٢)، والبيهقي في عذاب القبر (٣، ٤)، والبغوى في شرح السنة (١٥٢٠) من طريق هشام بن عبد الملك به.
(٢) في النسخ: "الحسن". وينظر تهذيب الكمال ٦/ ٣٨٠.
(٣) في ص، ت ١، ت ٢، ف: "تدريت". وقوله: "ولا تليت". قيل: معناه: ولا تلوت، أي لا قرأت ولا درست، من تلا يتلو، فقالوا: تليت. بالياء ليعاقب بها الياء في دريت، وقال يونس: إنما هو: ولا أتليت في كلام العرب معناه: أن لا تُتلى إبله، أي لا يكون لها أولاد تتلوها. وقال غيره: إنما هو: لا دريت ولا اتَّليت، على افتعلت من ألوت أي أطقت واستطعت. وقال ابن الأثير: والصواب، ولا ائتليت. ينظر النهاية ١٤/ ١٩٥، واللسان (ت ل و).