للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حدَّثني يحيى بنُ داودَ، قال: ثنا أبو أسامةَ، قال: وذكَر مجالدٌ، عن عامرٍ نحوَه.

حدَّثنا أحمدُ بنُ إسحاقَ، قال: ثنا أبو أحمدَ، قال: ثنا مَندلٌ، عن ليثٍ، عن مجاهدٍ: ﴿تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا﴾. قال: ما كانوا يتخِذون من النخلِ؛ النَّبيذُ، والرزقُ الحسنُ ما كانوا يصنَعون من الزبيبِ والتمرِ.

حدَّثنا أحمد، قال: ثنا أبو أحمدَ، قال: ثنا مَنْدَلٌ، عن أبي رَوْقٍ، عن الشعبيِّ، قال: قلتُ له: ما تتخِذون منه سَكَرًا؟ قال: كانوا يصنَعون من النبيذِ والخلِّ. قلت: والرزقُ الحسنُ؟ قال: كانوا يصنَعون من التمرِ والزبيبِ.

حدَّثنا ابن وكيعٍ، قال: ثنا أبو أسامةَ وأحمدُ بنُ بشيرٍ، عن مجالدٍ، عن الشعبيِّ، قال: السَّكَرُ النبيذُ، والرزقُ الحسنُ التمرُ الذي كان يؤكَلُ.

وعلى هذا التأويلِ، الآية غيرُ منسوخةٍ، بل حكمُها ثابتٌ.

وهذا التأويلُ عندى هو أولى الأقوالِ بتأويلِ هذه الآيةِ، وذلك أن السَّكَرَ في كلامِ العربِ على أحدِ أوجهٍ أربعةٍ؛ أحدها: ما أسكَر من الشرابِ. والثاني: ما طُعِم (١) من الطعام. كما قال الشاعرُ (٢):

جَعَلْتَ غَيْبَ الأكْرَمِينَ سَكَرًا

أي طعمًا.

والثالثُ: السُّكُونُ، من قولِ الشاعرِ (٣):

وجَعَلَتْ عينُ الحَرُورِ تَسْكُرُ


(١) في ت ٢: "نهم".
(٢) مجاز القرآن ١/ ٣٦٣ منسوبا إلى جندل.
(٣) تقدم في ص ٢٩.