للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ملكًا عظيمًا، وعلَّمنى الزّبورَ، وألان لىَ الحديدَ، وسخَّر ليَ الجبالَ يسبِّحنَ والطيرَ، وأعطانى الحكمةَ وفَصْلَ الخطابِ. ثم إن سليمانَ أثنى على ربِّه، فقال: الحمدُ للهِ الذي سخَّر ليَ الرياحَ، وسخَّر لى الشياطينَ يعملونَ (١) ما شئتُ مِن محاريبَ وتماثيلَ وجفانٍ كالجوابِ وقدورٍ راسياتٍ، وعلَّمنى منطقَ الطيرِ، وأتاني مِن كلِّ شيءٍ فضلًا، وسخَّر لى جنودَ الشياطينِ والإنسَ والطيرَ، وفضَّلني على كثيرٍ مِن عبادِه المؤمنينَ، وآتاني ملكًا عظيمًا لا ينبغي لأحدٍ مِن بعدى، وجعَل ملكى ملكًا طيبًا ليس عليَّ فيهِ حسابٌ. ثم إن عيسى أثنى على ربِّه، فقال: الحمدُ للهِ الذى جعَلني كلمتَه، وجعَل مَثَلِى مَثَلَ آدمَ خَلَقه مِن ترابٍ، ثم قال له: كنْ. فيكونُ، وعلَّمنى الكتابَ والحكمةَ والتوراةَ والإنجيلَ، وجعَلنى أخلُقُ مِن الطينِ كهيئةِ الطيرِ فأنفُخُ فيه فيكونُ طيرًا بإذنِ اللهِ، وجعَلنى أبرئُ الأكمهَ والأبرصَ وأُحيى الموتى بإذنِ اللهِ، ورفَعنى وطهَّرنى، وأعاذَنى وأُمِّى مِن الشيطانِ الرجيمِ، فلم يكنْ للشيطانِ علينا سبيلٌ. قال: ثم إن محمدًا أثنى على ربِّه، فقال: "كلُّكم (٢) أَثْنَى على ربِّه، وأنا مُثنٍ علَى ربِّي". فقال: "الحمدُ للهِ الذى أرسلَنى رحمةً للعالمينَ، وكافةً للناسِ بشيرًا ونَذيرًا، وأنزَل عليَّ الفرقانَ فيه تبيانُ كُلِّ (٣) شَيءٍ، وجعَل أمَّتى خيرَ أمةٍ أُخرِجتْ للناسِ، وجعَل أمَّتى أمةً (٤) وسطًا، وجعلَ أمَّتى همُ الأولين وهم الآخرين، وشرَح لي صدرِي، ووضَع عنى وِزْرِى، ورفَع لى ذكرِى، وجعَلنى فاتحًا خاتِمًا". قال إبراهيمُ: بهذا فضَلكم محمدٌ. قال أبو جعفرٍ، وهو الرازيُّ: خاتمُ النبوّةِ، وفاتحٌ بالشفاعةِ يومَ القيامةِ.


(١) بعده في م: "لى".
(٢) في ت ١، ت ٢، ف: "كل".
(٣) في ص، ت ١، ت ٢، ف: "لكل".
(٤) سقط من: م.