للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

داودَ مُلكًا عظيمًا، وألنت له الحديدَ، وسخَّرت له الجبالَ، وأعطَيتَ سليمان مُلكًا عظيمًا، وسخَّرت له الجنَّ والإنسَ والشياطينَ، وسخَّرتَ له الرياحَ، وأعطَيتَه ملكًا لا ينبغي لأحدٍ من بعده، وعلَّمتَ عيسى التَّوراة والإنجيلَ، وجعلته يُبرِئُ الأكمة والأبرصَ ويُحيى الموتى بإذن الله، وأعذْتَه وأمَّه من الشيطان الرجيم، فلم يكن للشيطان عليهما سبيلٌ". فقال له ربُّه: قد اتخذتُك (١) خليلًا - وهو مكتوبٌ (٢) في التوراة: حبيبُ الرحمن (٣) - وأرسلتُك إلى الناس كافَّةً بشيرًا ونذيرًا، وشرَحتُ لك صدرَك، ووضَعتُ عنك وزرَك، ورفعتُ لك ذكرك، فلا أُذكَرُ إلا ذُكِرتَ معى، وجعلتُ أمَّتَك أمةً وَسَطًا، وجعلتُ أمَّتَك هم الأوّلين وهم الآخرين، وجعلتُ أمَّتَك لا تجوزُ لهم خُطبةٌ، حتى يشهدوا أنك عبدى ورسولى، وجَعَلْتُ مِن أُمَّتِك أقوامًا قلوبُهم أناجيلُهم، وجعلتُك أوَّلَ النَّبيينَ خَلْقًا، وآخرهم بَعْثًا، وأَوَّلَهم (٤) يُقْضَى له، وأعطَيتُك سبعًا من المثاني لم يُعطَها نبيٌّ قبلك، وأعطيتُك الكوثر، وأعطيتُك ثمانيةَ أسهمٍ؛ الإسلامَ، والهجرة والجهاد، والصدقةَ، والصلاةَ، وصومَ رمضانَ، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وجعلتُك فاتحًا وخاتمًا. فقال النبيُّ : "فَضَّلَنِي رَبِّي بسِتٍّ؛ أَعْطَانِى فَوَاتحَ الكَلِم وَخَواتِيمَه، وَجَوامِعَ الحَدِيثِ، وَأَرْسَلَنِي إلى النَّاسِ كَافَّةً بَشِيرًا ونَذِيرًا، وقَذَفَ فِي قُلُوبِ عَدُوِّي الرُّعْبَ مِن مَسِيرِةِ شَهْرٍ، وأُحِلَّتْ لِيَ الغَنَائمُ ولَمْ تُحَلَّ لأَحَدٍ قَبْلِي، وجُعِلَتْ لِيَ الأَرْضُ كُلُّها طَهُورًا ومَسْجِدًا".


(١) بعده في م: "حبيبا و".
(٢) في ص، ت ١، ت ٢، ف: "مكتوبك".
(٣) في م: "الله".
(٤) بعده في ص، ت ١، ت ٢، ف: "من".