للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ففتحوا وسلَّموا عليَّ، وإذا ملَكٌ مُوَكَّلٌ يَحرُسُ السماءَ يقالُ له: إسماعيلُ. معه سبعُون ألف ملكٍ، معَ كلِّ ملَكٍ منهم مائةُ ألفٍ، ثم قرأ: ﴿وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ﴾ [المدثر: ٣١]، وإذا أنا برجل كهيئتِهِ يومَ خلقه الله لم يَتَغيَّرُ منهُ شيءٌ، فإذا هو تُعرَضُ عليه أرواحُ ذُرِّيَّته، فإذا كان رُوحَ مُؤمنٍ قال: رُوحٌ طيِّبٌ، وريحٌ طيِّبةٌ، اجعَلوا كتابَه في علِّيِّينَ. وإذا كان رُوحَ كافرٍ قال: روحٌ خبيثةٌ، ورِيحٌ خبيثةٌ، اجعَلوا كتابه في سِجِّينٍ (١). فقلتُ: يا جبريلُ من هذا؟ قال: أبوك آدمُ. فسلَّم عليَّ ورحَّب بى (٢)، وقال: مرحبًا بالنبيِّ الصَّالح [والولد الصَّالح] (٣). ثُمَّ نظَرتُ فإذا أنا بقوم لهم مَشَافِرُ كَمَشَافِرِ الإبل، وقد وُكِّل بهم مَن يَأْخُذُ بمَشَافِرِهم، ثم يَجْعَلُ فِي أَفواههم صَخْرًا مِن نارٍ يَخرُجُ مِن أسافِلِهم، قلتُ: يا جبريلُ مَن هؤلاء؟ قال: هؤلاء الذين يأكُلون أموال اليَتامَى ظُلْمًا. ثم نظَرتُ فإذا أنا بقوم يُحذَى (٤) مِن جُلُودِهم ويُرَدُّ في أفواههم، ثم يُقالُ: كُلُوا كما أكَلْتُم. فإذا أكرَهُ ما خلق الله لهم ذلك. قلتُ: مَن هؤلاء يا جبريلُ؟ قال: هؤلاء الهمَّازُونَ اللمَّازونَ الذين يأكُلُونَ (٥) لحومَ النَّاسِ (٦). ثم نَظَرتُ فإذا أنا بقومٍ على مائدةٍ عليها لحمٌ مشويٌّ كأحسن ما رأيتَ مِن اللَّحم، وإذا حولهم جيفٌ، فجعَلُوا يَميلُونَ على الجيف يأكُلونَ مِنها ويَدَعُونَ ذلكَ اللَّحمَ. قلتُ: من هؤلاءِ يا جبريلُ؟ قال: هؤلاءِ الزُّناةُ عَمَدوا إلى مَا حَرَّم الله عليهم، وتركوا ما أحلَّ الله لهم. ثُمَّ نظَرتُ فإذا أنا بقومٍ لهم بُطونٌ كأنها البُيوتُ وهى على


(١) في مصادر التخريج: "سجين". وسجيل في معنى سجين. اللسان (س ج ل).
(٢) سقط من: ص، ت ١، ت ٢، ف. وبعده في م: "ودعا لى بخير".
(٣) سقط من: ص، ت ١، ت ٢، ف.
(٤) يحذى: يقطع. ينظر النهاية ١/ ٣٥٧.
(٥) بعده في ص، ت ١، ت ٢، ف: "من".
(٦) بعده في م: "ويقعون في أعراضهم بالسب".