للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حسنةً، ومَن عملها كُتبت (١) عشرًا، ومَن هَمَّ بسيئةٍ فلم يَعْمَلُها لم تُكْتَبْ شيئًا، فإن عملها كُتبت واحدةً" (٢).

حدَّثنا ابن حميدٍ، قال: ثنا سلمةُ، عن محمد بن إسحاق، قال: ثنى رَوْحُ بنُ القاسم، عن أبي هارون عُمارة بن جُوين العبديِّ، عن أبي سعيد الخدريِّ، وحدَّثنا ابن حميدٍ، قال: ثنا سلمةُ، قال: وثنى أبو جعفرٍ، عن أبي هارونَ، عن أبي سعيدٍ، قال: سمعتُ النبيَّ يقولُ: "لما فرَغتُ مما كان في بيت المقدس، أتى بالمعراج، ولم أرَ شيئًا قطُّ أحسنَ منه، وهو الذي يَمُدُّ إليه ميِّتُكم عينيه إذا حضَر، فأصعَدني صاحبي فيه، حتى انتهى إلى بابٍ مِن الأبواب يقالُ له: بابُ الحَفَظةِ، عليه ملَكٌ يقالُ له: إسماعيلُ. تحتَ يديه اثنا عشر ألفَ ملَكٍ، تحتَ يدَى كلِّ ملَكٍ منهم اثنا عشَرَ ألْفَ ملَكٍ". فقال رسولُ الله حين حدَّث هذا الحديث: ﴿وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ﴾ [المدثر: ٣١]. ثم ذكر نحوَ حديثِ معمرٍ، عن أبي هارون، إلا أنه قال في حديثه: قال: "ثم دخَل بي الجنةَ فرأيتُ فيها جاريةً لعساء (٣)، فسألتُها لمن أنتِ؟ وقد أعجَبَتنى حين رأيتُها، فقالت: لزيد بن حارثة". فبشَّر بها رسولُ اللهِ زيدَ بنَ حارثةَ. ثم انتهى حديثُ ابن حميدٍ، عن سلمة إلى ههنا (٤).

حدَّثنا الحسنُ بنُ يحيى، قال: أخبَرنا عبدُ الرزاقِ، قال: أخبرنا معمرٌ، عن


(١) بعده في م: "له".
(٢) تفسير عبد الرزاق ١/ ٣٦٥. وأخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره - كما في تفسير ابن كثير ٥/ ٢٣ - والبيهقي في الدلائل ٢/ ٣٩٠، وابن عساكر في تاريخه ٣/ ٥٠٩، والقزوينى في التدوين ١/ ٤٣٦ من طريق أبي هارون به. وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٤/ ١٤٢ إلى ابن المنذر وابن مردويه.
(٣) سقط من: م، ت ١، ت ٢، ف. وجارية لعساء: إذا كان في لونها أدنى سواد فيه شربة حمرة ليست بالناصعة. تهذيب اللغة ٢/ ٩٧.
(٤) سيرة ابن هشام ١/ ٤٠٣.