للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حدَّثنا بشرٌ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قَتادةَ في قوله: ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ﴾: أُسْرِى بنبيِّ اللهِ عشاءً مِن مكة إلى بيت المقدس، فصلَّى نبيُّ اللهِ فيه، وأَرَاه اللهُ مِن آياته وأمَره ما شاء ليلةَ أُسرِى به، ثم أصبح بمكة. ذكر لنا أن نبيَّ اللهِ قال: "حُملتُ على دابَّةٍ يُقال لها: البُراقُ. فوقَ الحمار ودون البغل، [يَقَعُ خَطوُه عندَ أَقصَى طَرْفِه] (١) ". فحدَّث نبيُّ اللهِ بذلك أهل مكة، فكذَّب به المشركونَ وأنكَروه، وقالوا: يا محمدُ تُخبِرُنا أنك أتَيتَ بيتَ المقدس، وأقبَلتَ من ليلتك، ثم أصبَحتَ عندنا بمكة، فما كنتَ تجيئُنا [وتأتى به قبل] (٢) اليوم مع هذا! فصدَّقه أبو بكرٍ، فسُمِّى أبو بكر الصديق من أجل ذلك.

حدَّثنا ابن أبي الشَّوارب، قال: ثنا عبدُ الواحد بنُ زيادٍ، قال: ثنا سليمانُ الشَّيبانيُّ، عن عبدِ اللهِ بن شَدَّادٍ، قال: لما كان ليلةُ أُسرِى برسول الله أتى بدابَّةٍ يُقالُ لها: البُراقُ. دونَ البغل وفوق الحمار، تَضَعُ حافرها عند منتهى طرفها (٣)، فلما أتَى بيت المقدس أتى بإناءين؛ إناءٍ من لبنٍ، وإناءٍ مِن خمرٍ. قال (٤): فشَرِب اللبن، قال: فقال له جبريلُ: هُدِيتَ وهُدِيتْ أَمَّتُك (٥).

وقال آخرون ممن قال: أسرى بالنبيِّ إلى المسجد الأقصى بنفسه وجسمه:


= وأخرجه أبو بكر البغدادى في جزء الألف دينار (٢٩٦)، والضياء المقدسى في المختارة (٢٤٠٦) من طريق قتادة به. وعزاه السيوطي في الدر المنثور إلى ابن مردويه.
(١) في م: "يضع حافره عند منتهى".
(٢) في م: "به وتأتى به قبل هذا".
(٣) في م: "ظفرها".
(٤) سقط من: م.
(٥) أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه ٨/ ١٩٧، ١٩٨، ١١/ ٤٦١، ١٤/ ٣٠٨ من طريق سليمان الشيباني به.