للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وتَحُوشُهم (١) مِن حولِهم، والنُّورُ أمامَهم [يقودُهم ويدُلُّهم] (٢)، وهو يسيرُ في ناحيةِ الأرضِ اليُمنَى، وهو يريدُ الأُمةَ التي في قُطرِ الأرضِ الأيمنِ التي يُقالُ لها: هاويلُ. وسخَّر اللهُ له يدَه وقلبَه ورأيَه وعقله ونَظَرَه وائتِمارَه، فلا يُخطئُ إِذا ائتَمرَ (٣)، وإذا عمِل عملًا أتقَنَه، فانطلَق يقودُ تلك الأممَ وهى تَتبعُه، فإذا انتهَى إلى بحرٍ أو مخاضةٍ، بَنىَ سُفُنًا مِن ألواحِ صغارٍ أمثالَ النِّعالِ، فنظَمَها في ساعةٍ، ثم حمَل (٤) فيها جميعَ مَن معه مِن تلك الأمم وتلك الجنودِ، فإذا قطَع الأنهارَ والبحارَ فتَقَها، ثم دفَع إلى كلِّ إنسانٍ لوحًا فلا يَكرثُه (٥) حَملُه، فلم يزلْ ذلك دأبُه حتى انتَهى إلى هاويلَ فعَمِل فيها (٦) كعَمَلِه في ناسكٍ، فلمَّا فَرَغَ منها مضَى على وجهِه في ناحية الأرضِ اليُمنى، حتى انتهَى إلى منسكٍ عندَ مطلعِ الشمسِ، فعَمِل فيها وجنَّد فيها (٧) جنودًا، كفِعلِه في الأمَّتين اللتين قبلَها، ثم كرَّ مُقبلًا في ناحيةِ الأرضِ اليُسرَى، وهو يريدُ تاويلَ، وهى الأمَّةُ التي بحِيَالِ هاويلَ، وهما مُتَقابِلَتان بينَهما عرضُ الأرضِ كلُّه؛ فلما بلَغها عمل فيها، [وجنَّد فيها] (٨) كفِعلِه فيما (٩) قبلَها، فلمَّا فَرَغ منها عَطَف مِنها إلى الأممِ التي في (١٠) وسَطِ الأرضِ من الجنِّ وسائرِ الناسِ و (١١) يأجوجَ


(١) في م، ت ٢: "تحرسهم".
(٢) في الأصل: "يقوده ويدله"، وفى العظمة: "يقودهم ويدله".
(٣) في الأصل: "ائتمروا".
(٤) في ص، م، ت ١، ت ٢، ف: "جعل".
(٥) في ت ١: "يكترثه". وكَرَثَه الأمرُ والغمُّ، يَكرِثُه ويكرتُه كَرْثًا: ساءه واشتدَّ عليه، وبلَغ منه المشقَّةَ، كأَكْرَثَه. تاج العروس (ك رث).
(٦) في الأصل: "فيه".
(٧) سقط من: ت ١، وفى م، والعظمة: "منها".
(٨) سقط من: ت ١، وفى م: "وجند منها".
(٩) سقط من: الأصل.
(١٠) سقط من: الأصل، ص، م، ت ٢، ف.
(١١) سقط من: الأصل، ص، م، ت ١، ت ٢، ف.