للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فابْعَثْ بَعْثَ النَّارِ، مِن كلِّ ألف تسعمائة وتسعة وتسعين". فكبر ذلك على المسلمين، فقال النبي : "سدِّدوا وقاربوا وأبشروا، فوالذي نفسي بيده، ما أنتم في النَّاسِ إلا كالشَّامَةِ في جَنْبِ البعيرِ، أو كالرّقْمَة في ذراع الدابةِ، وإن معكم لخلِيقَتَين ما كانتا في شيءٍ قطُّ إلَّا كَثَرَتاه، يأجوج ومأجوجُ، ومَن هَلَكَ مِن كَفَرةِ الجِنِّ والإنسِ" (١).

حدثنا ابن عبدِ الأعلى، قال: ثنا ابن ثورٍ، عن معمر، عن أبي (٢) إسحاقَ، عن عمرو بن ميمونٍ، قال: دخَلتُ على ابن مسعودٍ بيت المالِ، فقال: سمعت النبي يقولُ: "أَتَرْضَوْنَ أَن تَكُونُوا رُبُعَ أَهْلِ الجنةِ؟ ". قُلنا: نعم. قال: "أَتَرضَوْن أن تَكُونوا ثُلُثَ أهل الجنة؟ ". قلنا: نعم. قال: "فوالذي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنِّي لأرجو أن تَكُونوا شَطْرَ أهلِ الجنةِ، وسأخبركم عن ذلك، إنَّه لا يدخُلُ الجنةَ إلا نفسٌ مسلمةٌ، وإن قِلةَ المسلمين في الكُفَّارِ يومَ القيامة كالشَّعَرةِ السَّوداء في الثَّورِ الأبيضِ، أو كالشَّعَرةِ البَيضاء في الثُّورِ الأَسْودِ" (٣).

حدثني يونسُ، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيد في قوله: ﴿إنَّ


(١) أخرجه عبد الرزاق في تفسيره ٢/ ٣١ - ومن طريقه عبد بن حميد (١١٨٥) - وقرن أبانًا مع قتادة، وأبو يعلى (٣١٢٢)، وابن منده في الإيمان (٩٩٢) وقرن مع قتادة غيره، والحاكم ١/ ٢٩، ٤/ ٥٦٦، وابن حبان (٧٣٥٤) عن معمر به، وأخرجه ابن أبي حاتم - كما في تفسير ابن كثير ٥/ ٣٨٧ - من طريق أبي سفيان، عن معمر به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٤/ ٤٤٣ إلى ابن المنذر وابن مردويه.
(٢) سقط من النسخ، والمثبت من تهذيب الآثار وبقية المصادر.
(٣) أخرجه المصنف في تهذيب الآثار - مسند ابن عباس - (٧٠٤)، وأخرجه عبد الرزاق في تفسيره ٢/ ٣١ عن معمر به، وأخرجه الطيالسي (٣٢٢)، وهناد في الزهد (١٩٥)، وأحمد ٦/ ١٧٦ (٣٦٦١)، والبخارى (٦٥٢٨، ٦٦٤٢)، ومسلم (٢٢١، (٣٧٦)، والترمذى (٢٥٤٧)، وابن ماجه (٤٢٨٣)، وأبو عوانة ١/ ٨٧، وأبو يعلى (٥٣٨٦)، والمصنف في تهذيب الآثار (٧٠٥)، والطحاوي في شرح المشكل (٣٦١، ٣٦٢)، وابن حبان (٧٢٤٥) وابن منده في الإيمان (٩٨٥)، وأبو نعيم في الحلية ٤/ ١٥٢، والبيهقي ٣/ ١٨٠ وغيرهم من طرق عن أبي إسحاق به.