للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وتسوِّقِكم. والأجلُ المسمَّى الخروجُ من الشعائرِ إلى غيرِها، ومن المواضعِ التي يُنسكُ عندَها إلى ما سواها، في قولِ بعضِهم.

حدَّثني الحسينُ (١) بن على الصُّدائيُّ، قال: ثنا أبو أسامةَ، عن سليمانَ الضبيِّ، عن عاصمِ بنِ أبي النَّجودِ، عن أبي رَزينٍ، عن ابن عباسٍ في قولِه: ﴿لَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ﴾. قال: أسواقُهم، فإنه لم يذكُرْ منافعَ إلا للدنيا.

حدَّثنا محمدُ بنُ المثنى، قال: ثنا يزيدُ بنُ هارونَ، قال: أخبَرنا داودُ بنُ أبي هندٍ، عن محمد بنِ أبي موسى قولَه: ﴿لَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى﴾. قال: والأجلُ المسمَّى الخروجُ منه إلى غيرِه (٢).

وقال آخرون منهم: المنافعُ التي ذكَرها اللهُ في هذا الموضعِ العملُ للهِ بما أمَر من مناسكِ الحجِّ. قالوا: والأجلُ المسمَّى هو انقضاءُ أيامِ الحجِّ التي يُنسَكُ للهِ فيهن.

ذكرُ من قال ذلك

حدَّثني يونسُ، قال: أخبَرنا ابنُ وهبٍ، قال: قال ابنُ زيدٍ في قولِه: ﴿لَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ مَحِلُّهَا إِلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ﴾ فقرَأ قولَ اللهِ: ﴿وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ﴾: لكم في تلك الشعائرِ منافعُ إلى أجلٍ مسمًّى؛ إذا ذهَبت تلك الأيامُ لم ترَ أحدًا يأتى عرفةَ يقفُ فيها يبتغى الأجرَ، ولا المزدلفةَ، ولا رميَ الجمارِ، وقد ضرَبوا من البلدانِ لهذه الأيامِ التي فيها المنافعُ، وإنما منافعُها إلى تلك الأيامِ، وهى الأجلُ المسمَّى، ثم محِلُّها حينَ تنقضى تلك الأيامُ إلى البيتِ العتيقِ.


(١) في م: "الحسن".
(٢) تتمة الأثر المتقدم في ص ٥٤١، وتمامه هذا ليس عند ابن أبي شيبة.