للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المَذَادَ (١)، ثم جعَل (٢) أربعين ذراعًا بينَ كلِّ عشَرةٍ، فاحْتقَّ (٣) المهاجرون والأنصارُ في سَلْمانَ الفارسيِّ - وكان رجلًا قويًّا - فقال الأنصارُ: سلمانُ منا. وقال المهاجرون: [سلمانُ منا. فقال النبيُّ ] (٤): "سلمانُ منا أهلَ البيتِ". قال عمرُو بنُ عوفٍ: فكنتُ أنا وسلمانُ وحذيفةُ بنُ اليمانِ والنعمانُ بنُ مُقَرِّنٍ المُزَنيُّ، وستةٌ مِن الأنصارِ، في أربعين ذراعًا، فحفَرْنا تحتَ ذُبابٍ (٥) حتى بلَغْنا النَّدَى (٦)، أَخْرَجَ اللهُ مِن بطنِ الخندقِ صخرةً بيضاءَ مَرْوةً، فكسَرت حديدَنا، وشقَّت علينا، فقُلْنا: يا سلمانُ، ارْقَ إلى رسولِ اللهِ فأخْبِرْه خبرَ هذهِ الصخرةِ، فإما أن نَعْدِلَ عنها، فإِنَّ المَعْدِلَ قريبٌ، وإما أن يَأْمُرَنا فيها بأمرِه، فإنا لا نُحِبُّ أن نُجاوِزَ خَطَّه. فَرَقِيَ سلمانُ حتى أَتَى رسولَ اللهِ وهو ضاربٌ عليه قبَّةً تُرْكيَّةً، فقال: يا رسولَ اللهِ، بأبينا أنت وأمِّنا، خرَجَتْ صخرةٌ بيضاءُ مِن بطنِ الخندقِ مَرْوةٌ، فكسَرت حديدَنا (٧)، وشقَّت علينا، حتى ما يَحِيكُ (٨) منها قليلٌ ولا كثيرٌ، فمُرْنا فيها بأمرِك، فإنا لا نُحِبُّ [أَن نُجاوِزَ] (٩) خطَّك. فهبَط رسولُ اللهِ مع سلمانَ في الخندقِ، ورقِينا نحن التسعةَ على شَفَةِ


(١) المذاد: موضع بالمدينة. معجم البلدان ٤/ ٤٦٨.
(٢) في ص، ت ١، ت ٢: "بلغه"، وفي مصادر التخريج: "قطعه".
(٣) في م: "فاختلف"، وفي ت ١، ت ٢: "فاحتنق"، واحتق: تخاصم، والتَّحاقُّ: التخاصم، وحاقَّه: خاصمه وادعى كل واحد منهما الحقَّ. اللسان، والتاج (ح ق ق).
(٤) سقط من: ص، ت ١، ت ٢.
(٥) في النسخ: "دوبار"، وفى تاريخ المصنف: "ذوباب"، وفي تفسير البغوي: "ذي ناب"، والمثبت من طبقات ابن سعد، وذباب: جبل بالمدينة له ذكر في المغازي والأخبار البلدان ٢/ ٧١٦.
(٦) في م: "الصرى"، ندى الأرض: نداوتها وبللها. اللسان (ص ر ي، ن د ى).
(٧) في ص، ت ١، ت ٢: "بحديدنا".
(٨) في م: "يجيء"، وفي ت ٢: "تخيل"، وحاك في كذا: أثَّر فيه. الوسيط (ح ى ك).
(٩) سقط من: ص، ت ١، ت ٢.