للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وُجُوهَكم إليها؛ لأن الكعبةَ مُمْكِنٌ لكم التوجُّهُ إليها منها.

كما حدَّثنا (١) أبو كُرَيبٍ، قال: حدَّثنا وكيعٌ، عن أبى سِنانٍ، عن الضحاكِ، والنضرِ بنِ عَرَبىٍّ، عن مجاهدٍ فى قولِ اللهِ: ﴿فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ﴾. قال: قِبلةُ اللهِ، فأينما كُنْتَ مِن شرقٍ أو غربٍ فاسْتَقْبِلْها (٢).

وحدَّثنا القاسمُ، قال: حدثنا الحسينُ، قال: حدثنى حجاجٌ، عن ابنِ جُريجٍ، قال: أخْبَرنى إبراهيمُ (٣) بنُ أبى بكرٍ، عن مجاهدٍ، قال: حيثُما كُنْتُم فلكم قِبلةٌ تَسْتقبِلُونها. قال: للكعبةِ (٤).

ومُحْتمِلٌ: فأينما توَلُّوا وجوهَكم فى دُعائِكم لى، فهنالك وَجْهِى، أسْتَجبْ لكم دعاءَكم.

كما حدَّثنا القاسمُ، قال: حدَّثنا الحسينُ، قال: حدَّثنى حجاجٌ، قال: قال ابنُ جريجٍ: قال مجاهدٌ: لمَّا نزَلت: ﴿ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾ [غافر: ٦٠]. قالوا: إلى أين؟ فنزَلت: ﴿فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ﴾ (٥).

فإذ كان قولُه: ﴿فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ﴾. مُحْتَمِلًا ما ذكَرنا مِن الأوجُهِ، لم يكنْ لأحدٍ أن يَزْعُمَ أنها ناسخةٌ ولا منسوخةٌ إلا بحُجةٍ يَجِبُ التسليمُ لها؛ لأن


(١) فى م: "قال".
(٢) أخرجه الترمذى ٥/ ١٨٩ (٢٩٥٨) عن أبى كريب، عن وكيع، عن النضر، عن مجاهد. وأخرجه البيهقى ٢/ ١٣ من طريق أبى أسامة، عن النضر به.
وعزاه السيوطي فى الدر المنثور ١/ ١٠٩ إلى ابن أبى شيبة وعبد بن حميد.
(٣) بعده فى م: "عن". وينظر تهذيب الكمال ٢/ ٦٣.
(٤) أخرجه ابن أبى حاتم فى تفسيره ١/ ٢١٢ (١١٢٢) من طريق حجاج به.
(٥) ذكره ابن كثير فى تفسيره ١/ ٢٣٠ عن المصنف. وعزاه السيوطي فى الدر المنثور ١/ ١٠٩ إلى المصنف وابن المنذر.