للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أن يَخْلُقَ اللهُ السماواتِ والأرضَ، مثلَ الزَّبَدةِ البيضاءِ، ومِن تحتِه دُحِيَت الأرضُ (١).

وحدَّثنا الحسنُ بنُ يحيى، قال: أخْبَرنا عبدُ الرزاقِ، قال: أخْبَرنا ابنُ جُرَيجٍ، قال: قال عطاءٌ وعمرُو بنُ دينارٍ: بعَث اللهُ رِياحًا فصَفَقت الماءَ، فأبْرزَتْ في موضعِ البيتِ عن حَشَفةٍ (٢) كأنها القبّةُ، فهذا البيتُ منها، فلذلك هى أمُّ القُرَى. قال ابنُ جُريجٍ: قال عطاءٌ: ثم وَتَدها بالجبالِ كى لا تكَفَّأَ؛ تَمِيدَ (٣)، فكان أولَ جبلٍ أبو قُبَيسٍ (٤).

حدثنا ابنُ حميدٍ، قال: ثنا يعقوبُ القُمِّىُّ، عن حفصِ بنِ حميدٍ، عن عكرمةَ، عن ابنِ عباسٍ، قال: وُضِعَ البيتُ على أركانِ الماءِ، على أربعةِ أركانٍ، قبلَ أن تُخْلَقَ الدُّنْيا بألفَى عامٍ، ثم دُحِيت الأرضُ مِن تحتِ البيتِ (٥).

وحدَّثنا ابنُ حميدٍ، قال: ثنا يعقوبُ، عن هارونَ بنِ عنترةَ، عن عطاءِ بنِ أبى رباحٍ، قال: وَجَدوا بمكةَ حجرًا مكتوبًا فيه (٦): إنى أنا اللهُ ذو بكةَ، بنَيْتُه يومَ


(١) أخرجه عبد الرزاق في مصنفه (٩٠٩٧) من طريق حميد به بمعناه، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ١/ ١٢٨ إلى عبد بن حميد بآخره.
(٢) في ت ١، ت ٢، ت ٣: "حسنة". وفى مصنف عبد الرزاق: "خشفة"، وبالحاء والخاء روايتان، وتروى بالعين أيضًا بدل الفاء.
والخشفة: صخرة رخوة حولها سهل من الأرض. التاج (ح ش ف).
والخشفة واحدة الخشف: وهى حجارة تنبت في الأرض نباتا. ذكره ابن الأثير في النهاية ٢/ ٣٥ عن الخطابى.
(٣) في م: "بميد".
(٤) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (٩٠٨٩)، وأخرجه الأزرقى في أخبار مكة ١/ ٤ من طريق آخر عن عطاء، عن ابن عباس، نحوه.
(٥) أخرجه أبو الشيخ في العظمة (٩٠١) من طريق يعقوب القمي به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ١/ ١٢٨ إلى عبد بن حميد.
(٦) في م، ت ١، ت ٢، ت ٣: "عليه".