للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثني محمدُ بن معمرٍ، قال: ثنا أبو هشامٍ (١)، عن أبي عَوانةَ، عن أبي بشرٍ، عن سعيدِ بن جبيرٍ، عن ابن عباسٍ، قال: قولُ الجنِّ لقومِهم: ﴿لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا﴾. قال: لما رأَوْه يُصلِّى، وأصحابُه يَرْكعون بركوعِه، ويسجُدون بسجودِه. قال: عَجِبوا مِن طَوَاعيةِ أصحابِه له. قال: فقالوا لقومِهم: ﴿لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا﴾ (٢).

حدَّثنا ابنُ حميدٍ، قال: ثنا جريرٌ، عن مغيرةَ، عن زيادٍ، عن سعيدِ بنِ جبيرٍ في قولِه: ﴿وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا﴾. قال: كان أصحابُ نبىِّ اللهِ Object يأْتَمُّون به، فيَرْكعون بركوعِه، ويسجُدون بسجُودِه (٣).

ومَن قال هذا القولَ الذي ذكَرْناه عن ابنِ عباسٍ وسعيدٍ، يفتَحُ (٤) الألفَ مِن قولِه: ﴿وَأَنَّهُ﴾. عطَف بها على قولِه: ﴿وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا﴾. مفتوحةً، وجاز له كسْرُها على الابتداءِ.

وقال آخرون: بل ذلك مِن خبرِ اللهِ الذي أَوْحَى إلى نبيِّه Object، لعلمِه أنَّ الإنسَ والجنَّ تَظاهروا عليه، ليُبْطِلوا الحقَّ الذى جاءهم به، فأبى اللهُ إلا إتمامَه.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثنا بشرٌ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادة قولَه: ﴿وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ


(١) في ص، م، ت ١، ت ٢، ت ٣: "مسلم"، وقد تقدم على الصواب ص ٣١٠.
(٢) أخرجه الترمذى (٣٣٢٣)، والضياء فى المختارة ١٠/ ٧٤، ٧٥ (٦٦، ٦٧) من طريق أبي عوانة به، وعزاه السيوطى فى الدر المنثور ٦/ ٢٧٥ إلى عبد بن حميد وابن مردويه. وتقدم أوله ص ٣١٠، ٣١١.
(٣) ذكره ابن كثير في تفسيره ٨/ ٢٧١.
(٤) فى م: "فتح"، وفى ت ١: "ففتح"، وفى ت ٢ ت ٣: "بفتح".