للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

﴿كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ﴾. زَعَم أنه تُرْفَعُ لهم الجنةُ، فيَنْظُرون إليها وإلى بيوتِهم فيها، لو أنَّهم أطاعوا اللهَ، فيقالُ لهم: تلك مساكنكم لو أطَعْتم اللهَ. ثم تُقَسَّمُ بينَ المؤمنين، فيَرِثُونهم، فذلك حينَ يَنْدَمون (١).

حدَّثنا محمدُ بنُ بشارٍ، قال: ثنا عبدُ الرحمنِ بنُ مهديٍّ، قال: ثنا سفيانُ، عن سَلَمةَ بنِ كُهَيلٍ، قال: ثنا أبو الزَّعْراءِ، عن عبدِ اللهِ في قصةٍ ذَكَرها فقال: فليس نفسٌ إلَّا وهي تَنْظُرُ إلى بيتٍ في الجَنَّةِ وبيتٍ في النارِ، وهو يومُ الحسرةِ. قال: فيَرَى أهلُ النارِ [البيتَ الذي] (٢) في الجنَةِ، فيقالُ لهم: لو عَمِلْتم؟ فتَأْخُذُهم الحسرةُ. قال: ويرَى أهلُ الجَنَّةِ البيتَ الذي في النارِ، فيقالُ: لولا أن مَنَّ اللهُ عليكم (٣).

فإن قال قائلٌ: وكيف يكونُ مضافًا إليهم من العمل مالم يَعْمَلوه على هذا التأويلِ؟

قِيل: كما يُعْرَضُ على الرجلِ العملُ، فيقالُ قبلَ أن يَعْمَلَه: هذا عملُك.

يعني: هذا الذي يَجبُ عليك أن تَعْمَلَه. كما يقالُ للرجلِ يَحْضُرُ غداؤُه قبلَ أن يَتَغَدَّى به: هذا غَداؤك اليومَ. يَعْني به: هذا ما تتَغَدَّى به اليومَ. فكذلكَ قولُه: ﴿كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ﴾ يعني: كذلك يُريهم اللهُ أعمالَهم


(١) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ١/ ٢٧٩ من طريق عمرو بن حماد به.
(٢) في م، ت ١، ت ٢، ت ٣: "الذين".
(٣) حديث منكر. أخرجه العقيلي ٢/ ٣١٤، والطبراني في الكبير (٩٧٦١)، والحاكم ٤/ ٤٩٦، ٥٩٨، والبيهقي في البعث (٦٥٧)، من طريق سفيان به. وقال البخاري في التاريخ ٥/ ٢٢١: أبو الزعراء … روى عن ابن مسعود، في الشفاعة، ولا يتابع في حديثه. وقال ابن كثير في النهاية في النهاية ٢٠/ ٢٣٠: حديث غريب جدا. وستأتي أجزاء متفرقة من هذا الأثر بهذا الإسناد في تفسير الآية ٧٩ من سورة الإسراء، والآية ١٠٠ من سورة الكهف، والآية ٩٦ من سورة الأنبياء، والآية ٩ من سورة فاطر، والآية ٢٤ من سورة الصافات، والآية ٤٩ من سورة المدثر، والآية ٤٢ من سورة القلم.