للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حدَّثني محمدُ بنُ عُمارةَ الأسَديُّ وعبدُ اللهِ بنُ أبي زيادٍ، قالا: ثنا أبو عبدِ الرحمنِ (١) عبدُ الله بنُ يزيدَ، قال: أخبرَني حَيْوةُ وابنُ لَهيعةَ، قالا: ثنا يزيدُ بنُ أبي حَبيبٍ، قال: حدَّثني أسلمُ أبو عِمرانَ مولى تُجَيبَ (٢)، قال: كنا بالقُسْطَنْطِينِيَّةِ، وعلى أهلِ مصرَ عُقْبةُ بنُ عامرٍ الجُهَنيُّ صاحبُ رسولِ اللهِ ، وعلى أهلِ الشامِ فَضالةُ بنُ عُبَيدٍ صاحبُ رسولِ اللهِ ، فخرَج مِن المدينةِ صفٌّ عظيمٌ مِن الرومِ. قال: وصفَفْنا صفًّا عظيمًا مِن المسلِمينَ، فحمَل رجلٌ مِن المسلِمينَ على صفِّ الرومِ حتى دخَل فيهم، ثم خرَج إلينا مُقبِلًا، فصاح الناسُ وقالوا: سبحانَ اللهِ، ألْقَى بيدِه إلى التَّهْلُكَةِ! فقام أبو أيوبَ الأنصاريُّ صاحبُ رسولِ اللهِ فقال: أيُّها الناسُ، إنكم تتَأوَّلون هذه الآيةَ على هذا التأويلِ، وإنَّما أُنْزِلَت هذه الآيةُ فينا معشرَ الأنصارِ، إنا لما أعزَّ اللهُ دينَه وكثَّر ناصرِيه، قلنا فيما بينَنا بعضُنا لبعضِ سِرًّا مِن رسولِ اللهِ : إنَّ أموالَنا قد ضاعت، فلو أنَّا أَقَمْنا فيها فأصْلَحْنا ما ضاع منها. فأنزَل اللهُ في كتابِه يَرُدُّ علينا ما همَمْنا به، فقال: ﴿وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ﴾.

بالإقامةِ التي أرَدْنا أن نُقِيمَ في الأموالِ ونُصْلِحَها، فأمرَنا بالغزوِ. فما زال أبو أيوبَ غازيًا في سبيلِ اللهِ حتى قبَضه اللهُ (٣).


= وأخرجه أبو داود (٢٥١٢)، والحاكم ٢/ ٨٤، والبيهقي ٩/ ٩٩ من طرق عن ابن وهب عن حيوة به، ورواية أبي داود مقرونة بابن لهيعة. وأخرجه الطيالسي (٦٠٠)، والترمذي (٢٩٧٢)، والنسائي في الكبرى (١١٠٢٨، ١١٠٢٩)، وابن حبان (٤٧١١)، وابن عبد الحكم في فتوح مصر ص ٢٦٩، ٢٧٠ من طرق عن حيوة به.
وأخرجه الثعلبي في تفسيره - كما في تخريج الكشاف للزيلعي ١/ ١٢٠ من طريق الليث عن يزيد به.
وعزاه الزيلعي إلى أحمد وإسحاق بن راهويه والسيوطي في الدر المنثور ١/ ٢٠٧ إلى عبد بن حميد وأبي يعلى وابن المنذر وابن مردويه.
(١) بعده في م، ت ١، ت ٢، ت ٣: "عن". وينظر تهذيب الكمال ١٦/ ٣٢٠.
(٢) في الأصل، ت ٢، ت ٣: "تجوب". وينظر تهذيب الكمال ٢/ ٥٢٨.
(٣) أخرجه الطبراني (٤٠٦٠) من طريق عبد الله بن يزيد المقرئ، عن حيوة وابن لهيعة به. =