للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

﴿تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا﴾. يعني: تَقْتُلونه إرادةَ أن يَحِلُّ لكم مالُه الذي وُجد (١) معَه، وذلك عرضُ الدنيا، فإن عندى مغانمَ كثيرةً، فالْتَمِسوا مِن فضلِ اللهِ، وهو رجلٌ اسمُه مِرْدَاسٌ جلا (٢) قومُه هاربين مِن خيلٍ بعَثها رسولُ اللهِ عليها رجلٌ من بنى ليثٍ اسمُه قليبٌ، ولم يُجَامِعهم وإذا لَقِيهم مِرْدَاسٌ، فسلَّم عليهم قتَلوه، فأمَر رسولُ اللهِ لأهلِه بدِيَتِه، وردَّ عليهم (٣) مالَه، ونَهَى المؤمنين عن مثلِ ذلك (٤).

حدَّثنا بشرُ بنُ مُعاذٍ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ قولَه: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا﴾ الآية، قال: هذا الحديثُ في شأنِ مِرْداسٍ رجلٍ مِن غَطَفانَ ذُكِر لنا أن نبيَّ اللهِ ، بَعث جيشًا عليهم غالبٌ الليثيُّ إلى أهلِ فَدَكَ، وبه ناسٌ مِن غَطَفَانَ وكان مِرْدَاسٌ منهم، ففرَّ أصحابُه، فقال مرداسٌ: إني مؤمنٌ وإنى غيرُ مُتَّبِعِكم، فصبَّحَتْه الخيلُ غدوةً، فلمَّا لَقُوه سلَّم عليهم مِرْداسٌ، فدعاه (٥) أصحابُ رسولِ اللهِ فقتلوه، وأخَذوا ما كان معه مِن متاعٍ، فأنْزل اللهُ تعالى في شأنِه (لَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلَمَ لَسْتَ مُؤْمِنًا)؛ لأن تحيةَ المسلمين السلامُ، بها يَتَعارفون، وبها يُحَيِّى بعضُهم بعضًا (٦).

حدَّثنا محمدُ بنُ الحسينِ، قال: ثنا أحمدُ بنُ المُفَضَّلِ، قال: ثنا أسباطُ، عن


(١) في ص، م: "وجدتم".
(٢) في الأصل: "خلا"، وفى ص: "حلا".
(٣) في ص، م، ت ١، ت ٢، ت ٣: "إليهم".
(٤) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٣/ ١٠٤١ (٥٨٣١، ٥٨٣٢) مقتصرا على شطره الثاني، من طريق محمد بن سعد به.
(٥) في م: "فتلقوه"، وفى الدر المنثور: "فرماه".
(٦) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٢/ ٢٠٠ إلى المصنف وعبد بن حميد.