للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وغسلِه وتقبيرِه؛ لأنّ مَن مات مؤمنًا بعيسى، فقد مات مؤمنًا بمحمدٍ [وبجميعِ الرسلِ] (١)، وذلك أن عيسى صلواتُ اللهِ عليه جاء بتصديقِ محمدٍ وجميعِ المرسلين صلى اللهُ عليهم، فالمصدِّقُ فالمصدِّقُ بعيسى والمؤمنُ به مصدِّقٌ وبجميعِ أنبياءِ اللهِ ورسلِه، [كما أن المؤمنَ] (٢) بمحمدٍ مؤمنٌ بعيسى وبجميعِ أنبياءِ اللهِ ورسلِه، فغيرُ جائزٍ أن يكونَ مؤمنًا بعيسى من كان بمحمدٍ مكذِّبًا.

فإن ظنَّ ظانٌّ أن معنى إيمانِ اليهوديِّ بعيسى (٣) الذي ذكَره اللهُ في قولِه: ﴿وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ﴾. إنما هو إقرارُه بأنه للهِ نبيٌّ مبعوثٌ، دونَ تصديقِه بجميعِ ما أتَى به من عندِ اللهِ. فقد ظنَّ خطأً، وذلك أنه غيرُ جائزٍ أن يكونَ منسوبًا إلى الإقرارِ بنبوةِ نبيٍّ، من كان له مكذِّبًا في بعضِ ما جاء به من وحي اللهِ وتنزيلِه، بل غيرُ جائزٍ أن يكونَ منسوبًا إلى الإقرارِ بنبوةِ أحدٍ من أنبياءِ اللهِ؛ لأن الأنبياءَ جاءت الأممَ بتصديقِ جميعِ أنبياءِ اللهِ ورسلِه، فالمكذِّبُ بعضَ أنبياءِ اللهِ [في بعضِ ما] (٤) أَتَى به أمتَه من عندِ اللهِ، مكذِّبٌ جميعَ أنبياءِ اللهِ فيما دَعَوْا إليه من دينِ اللهِ (٥) عبادَ اللهِ. وإذ كان ذلك كذلك، و [كان] (٦) الجميعُ من أهلِ الإسلامِ مُجمعين (٥) على أن كلَّ كتابيٍّ مات قبلَ إقرارِه بمحمدٍ صلواتُ اللهِ عليه وما جاء به من عند الله، فمحكوم له بحكم الملة التى كان عليها أيام حياته، غير منقول شيءٌ


(١) سقط من: الأصل.
(٢) في الأصل: "فالمؤمن، وفى ص، ت ١، ت ٢، ت ٣: "كما المؤمن".
(٣) سقط من: الأصل.
(٤) في ص، م، ت ١، ت ٢، ت ٣، س: "فيما".
(٥) سقط من: م.
(٦) في م: "كان في إجماع".