للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال: لمَّا رفَع اللهُ إبراهيمَ في الملكوتِ في السماواتِ، أَشْرَف فرأى عبدًا يَزْني، فدعا عليه فهلَك، ثم رُفِع، فأَشْرَف فرأَى عبدًا يَزْني، فدعا عليه فهلَك، ثم رُفِع، فأَشْرَف فرأى عبدًا يَزْني، فدعا عليه، فنُودِي: على رِسْلِك يا إبراهيمُ، فإنك عبدٌ مُسْتَجَابٌ لك، وإني مِن عبدي على ثلاثٍ؛ إما أن يَتوبَ إليَّ فأْتُوبَ عليه، وإما أن أُخْرِجَ منه ذريةً طيبةً، وإما أن يَتَمادَى فيما هو فيه، فأنا مِن ورائِه (١).

حدَّثنا ابنُ بشارٍ، قال: ثنا ابنُ أبي عَدِيٍّ ومحمدُ بنُ جعفرٍ وعبدُ الوَهَّابِ، عن عوفٍ، عن قسامةَ (٢)، أن إبراهيمَ خليلَ الرحمنِ حدَّث نفسَه أنه أرحمُ الخلقِ، وأن اللهَ رفَعَه حتى أشْرَف على أهلِ الأرضِ فأبْصَر أعمالَهم، فلمَّا رآهم يَعْمَلُون بالمعَاصِي، قال: اللهم دمِّرْ عليهم. فقال له ربُّه: أنا أَرْحمُ بعبادي منك، اهْبِطْ فلعلَّهم أن يَتُوبوا إليَّ ويُراجِعوا (٣).

وقال آخَرون: بل معنى ذلك ما أخْبَر تعالى أنه أراه مِن النُّجومِ والقمرِ والشمسِ.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثنا ابنُ وكيعٍ، قال: ثنا أبو خالدٍ الأحمرُ، عن جُوَيْبرٍ، عن الضحاكِ: ﴿وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾. قال: الشمسَ والقمرَ والنجومَ.

حدَّثنا ابنُ بشارٍ، قال: ثنا عبدُ الرحمنِ، قال: ثنا سفيانُ، عن منصورٍ، عن


(١) أخرجه البيهقي في الشعب (٦٦٩٩) من طريق سفيان به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٣/ ٢٤ إلى عبد بن حميد وأبي الشيخ.
(٢) في م: "أسامة"، وينظر تهذيب الكمال ٢٣/ ٦٠٢.
(٣) في م: "يرجعوا".