للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أخلاقٌ وأسمالٌ (١)، وبُرْمةٌ أعشارٌ (٢). للمتكسِّرَةِ، وبُرْمةٌ أكسارٌ وأجبارٌ. وأخلاقٌ، أي أنّ نواحيَه أخلاقٌ.

فإن قال لنا قائلٌ: فإنك (٣) قد قلتَ: إن اللهَ استوَى إلى السماءِ وهي دخانٌ قبل أن يسوِّيَها سبعَ سماواتٍ ثم سوّاها سبعًا [بعد استوائِه إليها] (٤)، فكيف زعَمتَ أنها جماعٌ؟

قيل: إنهنَّ كُنَّ سبعًا غيرَ مُستوياتٍ، فلذلك (٥) قال تعالى ذكرُه: فسواهنَّ سبعًا.

كما حدَّثنا ابنُ حميدٍ، قال: حدَّثنا سلمةُ بنُ الفضلِ، قال: قال محمدُ بنُ إسحاقَ: كان أوّلَ ما خلَق اللهُ تعالى ذكرُه النورُ والظلمةُ، ثم ميَّزَ بينَهما فجعَل الظُلمةَ ليلًا أسودَ مُظلمًا، وجعَل النورَ نهارًا مضيئًا مُبصرًا، ثم سمَك السماواتِ السبعَ من دخانٍ، يقالُ - واللهُ أعلمُ -: من دخانِ الماءِ. حتى استقلَلْنَ ولم يُحْبَكن، وقد أغطَش في السماءِ الدنيا ليلَها وأخرَج ضُحاها، فجرَى فيها الليلُ والنهارُ، وليس فيها شمسٌ ولا قمرٌ ولا نجومٌ، ثم دحَا الأرضَ فأرْساها بالجبالِ، وقدَّر فيها الأقواتَ، وبثَّ فيها ما أراد من الخَلْقِ، ففرَغ من الأرضِ وما قدَّر فيها من أقواتِها في أربعةِ أيامٍ، ثم استَوى إلى السماءِ وهي دخانٌ، كما قال، فحبَكَهُنَّ، وجعَل في السماءِ الدنيا شمسَها وقمرَها ونجومَها، وأوْحَى في كلِّ سماءٍ أمْرَها،


(١) ثوب أخلاق: من قولهم: خلق الثوب. أي بلى كله. وأسمال من: سمل الثوب سمولا وسمولة: أخلق. التاج (خ ل ق، س م ل).
(٢) أي: مكسرة على عشر قطع. ينظر التاج (ع ش ر).
(٣) سقط من: ص، ر.
(٤) في ص: "فقد استوى به إليها".
(٥) في ص: "فكذلك".