للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال موسى: ربِّ أَنِّي (١) أراك فأموتُ (٢) أحبُّ إليَّ مِن ألَّا أراكَ فأحيا (٣).

قال له ربُّ العزةِ: يا بنَ عمرانَ، تكلَّمتَ بكلامٍ هو أعظمُ مِن سائرِ الخلقِ، لا يراني أحدٌ فيحيا. قال: ربِّ تممْ عليَّ نُعماكَ، وتمِّمْ عليَّ فضْلَك، وتممْ عليَّ إحسانَك بهذا (٤) الذي سألتُك، ليسَ لى أن أراكَ فأُقْبَضَ، ولكن أُحِبُّ أن أراكَ فيطمئنَّ قلبي، قال له: يا بنَ عمرانَ، لن يرانى أحدٌ فيحيا، قال موسى: ربِّ تمِّمْ عليَّ نُعْماكَ وفضلَك، وتمِّمْ إليَّ (٥) إحسانَك بهذا (٤) الذي سألتُك (٦)، فأموتُ على إثْرِ ذلك أَحَبُّ إليَّ مِن الحياةِ. فقال الرحمنُ المتَرحِّمُ على خلقِه: قد طلبتَ يا موسى، [وجئتَ] (٧) لأُعطيَك (٨) سُؤْلَك، إن استطعتَ أن تنظرَ إليَّ، فاذهبْ فاتَّخِذْ لَوْحَينِ، ثمَّ انظرْ إلى الحجرِ الأكبرِ في رأسِ الجبلِ، فإنَّ ما وراءه وما دونَه مَضِيقٌ لا يَسَعُ إلا مجلِسَك يا بنَ عمرانَ، ثم انظُرْ فإنى أَهْبِطُ إليك وجنودِى من قليلٍ وكثيرٍ؛ ففعَل موسى كما أَمَرَه ربُّه، نحَت لَوْحَينِ ثم صعِد بهما إلى الجبلِ. فجلَسَ على الحجرِ، فلما استوى عليه أمَر اللهُ جنودَه الذين في السماءِ الدنيا فقال: ضَعِي أكنافَك (٩) حولَ الجبلِ. فسمِعت السماءُ (١٠) ما قال الربُّ ففعَلت أمرَه. ثم


(١) في م: "أن".
(٢) في ص، م، ت ١، ت ٢، س، ف: "وأموت".
(٣) في ص، ت ١، ت ٢، س، ف: "وأحيا"، وفى م: "ولا أحيا".
(٤) في م: "هذا".
(٥) في م: "على".
(٦) بعده في م: ليس لي أن أراك".
(٧) سقط من: م.
(٨) في ص، س: "لأعطينك"، وفى م: "وأعطيتك"، وفى ت ١، ف: "لأعطيتك"، وفي ت ٢: "لا أعطيتك".
(٩) في ت ١، س: "أكتافك".
(١٠) سقط من: م.