للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حدَّثني موسى، قال: ثنا عمرو، قال: ثنا أسباط، عن السديِّ، قال: قال بعضُ الذين نَهَوهم لبعضٍ: ﴿لِمَ تَعظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذَّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا﴾. يقولُ: لم تعظونَهم وقد وعَظتموهم فلم يطيعوكم؟ فقال بعضُهم: ﴿مَعْذِرَةً إِلَى رَبَّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ﴾ (١).

حدثنا محمدُ بنُ المثنَّى، قال: ثنا معاذ بنُ هانئٍ، قال: ثنا حمادٌ، عن داودَ، عن عكرمةَ، عن ابن عباس: ﴿وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مَّنْهُمْ لِمَ يَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذَّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا﴾. قال: ما أَدْرِى أنَجا الذين قالوا: ﴿لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ﴾ أَمْ لَا؟ قال: فلم أَزَلْ به حتى عرفته أنهم قد نَجَوْا، فكساني حُلَّةً (٢).

حدثني المثنى، قال: ثنا حمادٌ، عن داود، عن عكرمة، قال: قرأ ابن عباس هذه الآية. فذَكرَ نحوَه، إلا أنه قال في حديثه: فما زِلتُ أبصِّره حتى عرَفَ أنهم قد نَجَوْا.

حدثني سلام بن سالمٍ الخُزاعيُّ، قال: ثنا يحيى بن سليمٍ الطائفي، قال: ثنا ابن جُريج، عن عكرمة، قال: دخلتُ على ابن عباس والمصحف في حجره وهو يبكي، فقلتُ: ما يُبكيك، جعلني الله فداءَكَ؟ قال: فقرأ: ﴿وَاسْأَلَهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ﴾ إلى قوله: ﴿بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ﴾ قال ابن عباس: لا أسمعُ الفرقة الثالثة ذُكرتْ، نخافُ أنْ نكونَ مثلَهم. فقلتُ: أما تسمعُ الله يقولُ: ﴿فَلَمَّا عَتَوْا عَن مَّا نُهُوا عَنْهُ﴾ فَسُرِّيَ عنه وكسانى حُلَّةً (٣).


(١) تقدم تخريجه في ٢/ ٦٤.
(٢) ذكره ابن كثير في تفسيره ٣/ ٤٩٤ عن حماد به.
(٣) تقدم تخريجه في ص ٥٠٧.