للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يَدْخُلُ الجنة إلا نفسٌ مُسْلِمةٌ، ولا يَحُجَّ بعد العامِ مُشْرِكٌ، ولا يَطْف بالبيتِ عُرْيانٌ، ومَن كان بينه وبين رسولِ الله ﷺ عهدٌ فهو إلى مُدَّتِه (١).

حدَّثنا ابن وَكِيعٍ، قال: ثنا أبى، عن ابن أبي خالدٍ، عن عامرٍ، قال: بَعَث النبيُّ ﷺ عليًّا، ﵁، فنادَى: ألا لا يَحُجَّنَّ بعدَ العامِ مُشْرِكٌ، ولا يَطُفْ بالبيتِ عُرْيانٌ، ولا يَدْخُلُ الجنةَ إلا نفسٌ مُسْلِمَةٌ، ومَن كان بينه وبين رسول الله عهدٌ، فأجَلُه إلى مُدَّتِه، والله بَرئٌ من المشركين ورسولُه.

حدَّثنا ابن حميدٍ، قال: ثنا سَلَمةُ، قال: ثنا محمدُ بنُ إسحاقَ، عن حكيم بن حكيم بن عَبَّادِ بن حُنَيْفٍ، عن أبي جعفر محمد بن عليّ بن حُسَينِ بن عليٍّ، قال: لما نَزَلَت "براءةُ" على رسول الله ﷺ، وقد كان بَعَث أبا بكرٍ الصديقَ، ﵁، ليُقِيمَ الحَجَّ للناسِ، قيل له: يا رسول الله، لو بَعَثْتَ إلى أبي بكرٍ، فقال: "لا يُؤَدِّي عَنِّي إلا رجلٌ مِن أهلِ بَيْتِى". ثم دَعا عليَّ بنَ أبي طالبٍ، ﵁، فقال: "اخْرُج بهذه القِصَّةِ مِن صَدْرِ "بَرَاءةَ"، وأَذِّنْ في الناسِ يومَ النَّحْرِ إذا اجْتَمَعوا بمِنًى؛ أنَّه لا يَدْخُلُ الجنةَ كافِرٌ، ولا يَحُجَّ بعد العامِ مُشْرِكٌ، ولا يَطُفْ بالبيتِ عُرْيانٌ، ومَن كان له عند رسول الله ﷺ عَهْدٌ فهو إلى مُدَّتِه". فَخَرَج عليُّ بنُ أبي طالبٍ، ﵁، على ناقةِ رسولِ الله ﷺ العَضْباءِ، حتى أدرَك أبا بكرٍ الصديقَ بالطريق، فلمَّا رَآه أبو بكرٍ، قال: أميرٌ أو مأمورٌ؟ قال: مأمورٌ، ثم مَضَيا، ﵄، فأقامَ أبو بكرٍ للناسِ الحَجَّ، والعربُ إذ ذاك في تلك السنةِ على مَنازلِهم مِن الحَجِّ التي كانوا عليها في الجاهليةِ، حتى إذا كان يومُ النَّحْرِ، قامَ عليُّ بنُ أبي طالبٍ، ﵁، فأَذَّنَ في الناسِ بالذي أمَره رسولُ الله ﷺ، فقال: يا أَيُّها الناسُ، لا


(١) أخرجه الترمذى (٣٠٩١)، وابن أبي حاتم في تفسيره ٦/ ١٧٤٥ (٩٢١٥) من طريق الحكم به.