للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فمعنى الكلامِ إذن: واتَّقُوا يومًا لا تَقْضِى نفسٌ عن نفسٍ شيئًا، ولا تُغْنى عنها غِنًى.

فإن قال قائلٌ: وما معنى: لا تَقْضِى نفسٌ عن نفسٍ شيئًا (١)، ولا تُغْنى عنها غِنًى؟

قيل: هو أن أحدَنا اليومَ ربما قضَى عن ولدِه أو والدِه أو ذى الصَّداقةِ والقَرابةِ دَيْنَه، وأما في الآخرةِ -فإنه فيما أتَتْنا به الأخبارُ، عنها- يَسُرُّ الرجلَ أن يَبْرُدَ (٢) له على ولدِه أو والدِه حقٌّ، وذلك أن قضاءَ الحقوقِ في القيامةِ مِن الحسناتِ والسيئاتِ.

كما حدَّثنا أبو كُرَيْبٍ ونصرُ بنُ عبدِ الرحمنِ الأَوْدىُّ، قالا (٣): حدَّثنا المُحاربيُّ، عن أبى خالدٍ الدالانىِّ (٤) يزيدَ بنِ عبدِ الرحمنِ، عن زيدِ بنِ أبى أُنَيْسةَ، عن سعيدِ بنِ أبى سعيدٍ المَقْبُرىِّ، عن أبى هريرةَ، قال: قال رسولُ اللهِ : "رَحِمَ اللهُ عَبْدًا كانت عندَه لأَخيه مَظْلِمَةٌ فِى عِرْضٍ -قال أبو كُرَيْبٍ (٥) في حديثِه: أو مَالٍ- جاءَه (٦) فاسْتَحَلَّهُ قبلَ أَن يُؤْخَذَ منه وليس ثَمَّ دِينَارٌ وَلا دِرْهَمٌ، فإِن كانت له حَسَنَاتٌ أَخَذُوا مِن حَسَنَاتِه، وإن لم تكنْ لَه حَسَنَاتٌ حَمَلُوا عليه من سَيِّئَاتِهم" (٧).


(١) سقط من ر، م، ت ١، ت ٢، ت ٣.
(٢) برد لى حقى على فلان: وجب ولزم وثبت. تاج العروس (ب ر د).
(٣) في ر، م: "قال".
(٤) في م: "الدولابى".
(٥) في م: "بكر".
(٦) في م، ت ١، ت ٢: "أو جاه".
(٧) أخرجه الترمذى (٢٤١٩) عن نصر بن عبد الرحمن به. وأخرجه الترمذى أيضا، وأبو يعلى (٦٥٣٩) من طريق المحاربى به. وأخرجه الطيالسى (٢٤٤٠، ٢٤٤٦)، وأحمد ١٥/ ٣٧٧، ١٦/ ٣٣٧ (٩٦١٥، ١٠٥٧٣)، والبخارى (٢٤٤٩) من طريق سعيد المقبرى به.