للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

القبطِ، ثم سار، فلما أتى موسى البحرَ قال له رجل من أصحابِه يُقالُ له: يُوشَعُ بنُ نُونٍ: أين أمَرَك ربُّك يا موسى؟ قال: أمامَك. يُشِيرُ إلى البحرِ، فأقْحَم يُوشَعُ فرسَه في البحرِ حتى بلَغ الغَمْرَ (١)، فذهَب به، ثم رجَع، فقال: أين أمَرَك ربُّك يا موسى؟ فواللهِ ما كذَبْتَ ولا كُذِبْتَ، ففعَل ذلك ثلاثَ مراتٍ، ثم أوْحَى اللهُ إلى موسى: ﴿أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ﴾. يقولُ: مثلَ جبلٍ. ثم سار موسى ومَن معه، وأتْبَعَهم فرعونُ في طريقِهم، حتى إذا تَتامُّوا فيه أطْبَقه اللهُ عليهم، فلذلك قال: ﴿وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ﴾. قال مَعْمَرٌ: قال قتادةُ: كان مع موسى ستُّمائةِ ألفٍ، وأتْبَعَه فرعونُ على ألفِ ألفٍ ومائتى (٢) ألفِ حِصانٍ (٣).

حدَّثنا عبدُ الكريمِ بنُ الهيثمِ، قال: حدَّثنا إبراهيمُ بنُ بَشَّارٍ الرَّمَادىُّ، قال: حدَّثنا سفيانُ، قال: قال [أبو سعدٍ] (٤)، عن عكرمةَ، عن ابنِ عباسٍ، قال: أوْحَى اللهُ إلى موسى أن أسْرِ بعبادى ليلًا إنكم متبَعون. قال: فسرَى موسى ببنى إسرائيلَ ليلًا، فأتْبَعهم فرعونُ في ألفِ ألفِ حِصانٍ سِوَى الإناثِ، وكان موسى في ستِّمائةِ ألفٍ، فلمَّا عايَنَهم فرعونُ، قال: ﴿إِنَّ هَؤُلَاءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ (٥٤) وَإِنَّهُمْ لَنَا


(١) الغمر: معظم البحر. تاج العروس (غ م ر).
(٢) في م: "مائة".
(٣) تفسير عبد الرزاق ١/ ٤٥، وأخرجه ابن أبى حاتم في تفسيره ١/ ١٠٦، ١٠٧ (٥٠٨) عن الحسن بن يحيى به. وأخرجه أيضا ٨/ ٢٧٧١ (١٥٦٦٧) من طريق إسرائيل، عن أبى إسحاق به، ببعضه. وينظر تاريخ المصنف ١/ ٤١٤.
وأخرج ابن أبى حاتم أيضا ٨/ ٢٧٧٤، ٢٧٧٥ (١٥٦٨٢، ١٥٦٨٦) من طريق يونس وإسرائيل، عن أبى إسحاق، عن عمرو بن ميمون، عن ابن مسعود نحوه.
(٤) في م، ت ١، ت ٢، ت ٣: "أبو سعيد". وينظر ما تقدم في ص ٦٤٧.