للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

جريجٍ: أخبرَنى عبدُ اللَّهِ بنُ كثيرٍ، أنه سمِع مجاهدًا يقولُ: ﴿أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا﴾. قال: ما أطاقت مِلْأَها، ﴿فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَابِيًا﴾. قال: انْقَضَى الكلامُ، ثم اسْتَقْبَل فقال: (وَمِمَّا تُوقُدونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِثْلُهُ). قال: المتاعُ الحديدُ والنُّحاسُ والرَّصاصُ وأشباهُه. ﴿زَبَدٌ مِثْلُهُ﴾. قال: خَبَثُ ذلك مثلُ زبدِ السيلِ. قال: وأمَّا ما يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأرْضِ، وأمَّا الزَّبَدُ فيذهبُ جُفاءً. قال: فذلك مَثَلُ الحقِّ والباطلِ (١).

حدَّثنا القاسمُ، قال: ثنا الحسينُ، قال: ثنى حجاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن عبدِ اللَّهِ بن كثيرِ، عن مجاهدٍ أنه سمِعه يقولُ. فذكَر نحوَه، وزاد فيه: قال: قال ابن جريجٍ: قال مجاهدٌ: قولَه: هو ﴿فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً﴾. قال: جُمودًا في الأرضِ، ﴿وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ﴾: يَعْنى الماءَ وهما مَثَلان؛ مَثَلُ الحقِّ والباطلِ.

حدَّثنا الحسنُ، قال: ثنا شبابةُ، قال: ثنا ورقاءُ، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ قولَه: ﴿زَبَدًا رَابِيًا﴾: السيلُ (٢) مِثْلُه (٣) خَبَثُ الحديدِ والحلِيةِ، ﴿فَيَذْهَبُ جُفَاءً﴾: جمودًا في الأرضِ، (وَمِمَّا تُوقُدونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِثْلُهُ). الحديدُ والنُّحاسُ والرَّصاصُ وأشباهُه، وقولُه: ﴿وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ﴾، إنما هما مَثَلان للحقِّ والباطلِ.

حدَّثني المُثَنَّى، قال: ثنا أبو حذيفةَ، قال: ثنا شبلٌ، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ. قال: وثنا إسحاقُ، قال: ثنا عبدُ اللَّهِ، عن ورقاءَ، عن ابن أبي نجيحٍ، عن


(١) تفسير مجاهد ص ٤٠٦، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٤/ ٥٥ إلى المصنف وأبى عبيد وابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبى الشيخ.
(٢) كذا في النسخ. ولعله: "الزبد".
(٣) في م: "مثل".