للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الشجرَ - فيما بلغنى - حتى إن كان ليأكُلُ مساميرَ الأبوابِ مِن الحديدِ حتى تَقَعَ دُورُهم ومساكِنُهم، فقالوا مثلَ ما قالوا، فدعا ربَّه، فكشَفه عنهم، فلم يَفُوا له بشيءٍ مما قالوا، فأرسل اللهُ عليهم القُمَّلَ. فذُكِر لى أن موسَى أُمِر أن يمشىَ إلى كثيبٍ حتى يَضْرِبَه بعصاه، فمشَى إلى كثيبٍ أَهْيَلَ عظيمٍ، فضرَبه بها، فانثال عليهم قُمَّلًا حتى غلَب على البيوتِ والأطعمةِ، ومنعهم النومَ والقرارَ، فلما جهَدَهم قالوا له مثلَ ما قالوا، فدعا ربَّه فكشَفه عنهم، فلم يفوا له بشيءٍ مما قالوا. فأرسل اللهُ عليهم الضفادعَ، فملأتِ البيوتَ والأطعمةَ والآنيةَ، فلا يكشفُ أحدٌ منهم ثوبًا ولا طعامًا ولا إناءً إلَّا وجَد فيه الضفادعَ قد غلَبت عليه، فلما جهَدهم ذلك قالوا له مثلَ ما قالوا، فدعا ربَّه فكشَف عنهم، فلم يَفُوا له بشيءٍ مما قالوا. فأرسل اللهُ عليهم الدمَ، فصارت مياهُ آل فرعونَ دمًا، لا يستقون من بئرٍ ولا نَهَرٍ، ولا يغترِفون من إناءٍ إلا عاد دمًا عبيطًا (١).

حدَّثنا ابن حميدٍ، قال: ثنا سلمةُ، قال: ثنا محمدُ بن إسحاقَ، عن محمدِ بن كعبٍ القرظيِّ، أنه حدَّث أن المرأةَ مِن آل فرعونَ كانت تأتى المرأةَ مِن بني إسرائيلَ حين جهَدهم العطشُ، فتقولُ: اسقينى مِن مائِك، فتغرفُ لها مِن جَرَّتِها، أو تَصُبُّ لها مِن قِرْبَتِها، فيعودُ في الإناء دمًا، حتى إن كانت لتقولُ لها: اجعليه في فيك ثم مُجِّيه في فيَّ، فتأخذ في فيها ماءً، فإذا مجَّته في فيها صار دمًا، فمكَثوا في ذلك سبعةَ أيامٍ (٢).

حدَّثني المثنى، قال: ثنا أبو حذيفةَ، قال: ثنا شبلٌ، عن ابن أبي نَجيحٍ، عن مجاهدٍ: الجرادُ يأكُلُ زُروعهم ونباتَهم، والضفادعُ تسقُطُ على فُرُشِهم وأطعِمتِهم،


(١) أخرجه المصنف في تاريخه ١/ ٤١٧.
(٢) أخرجه المصنف في تاريخه ١/ ٤١٨، وأخرجه ابن عساكر في تاريخه ٦١/ ٧٤ من طريق محمد بن إسحاق، عمن لا يتهم.