للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عنهم القُمَّلَ فنكَثوا. وقالوا: لن نؤمنَ لك، ولن نُرسلَ معك بني إسرائيلَ. فأرسَل اللهُ عليهم الضفادعَ، فامتلأت منه البيوتُ، فلم يبقَ لهم طعامٌ ولا شرابٌ إلا وفيه الضفادعُ، فلَقُوا منها شيئًا لم يَلْقَوْه فيما مضَى، فقالوا: ﴿يَامُوسَى ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِنْدَكَ لَئِنْ كَشَفْتَ عَنَّا الرِّجْزَ لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ وَلَنُرْسِلَنَّ مَعَكَ بَنِي إِسْرَائِيلَ﴾ [الأعراف: ١٣٤]. قال: فكشَف الله عنهم فلم يفعَلوا، فأنزل الله: ﴿فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُمُ الرِّجْزَ إِلَى أَجَلٍ هُمْ بَالِغُوهُ إِذَا هُمْ يَنْكُثُونَ﴾ إلى ﴿وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ﴾ [الأعراف: ١٣٥، ١٣٦] (١).

حدَّثنا محمد بنُ حميدٍ الرازيُّ، قال: ثنا أبو تُميْلَةَ، قال: ثنا الحسينُ بنُ واقدٍ، عن يزيدَ، عن عكرمةَ، عن ابن عباسٍ، قال: كانت الضفادعُ برِّيَّةً، فلما أرسَلها اللهُ على آلِ فرعونَ، سمِعت وأطاعت، فجعَلت تقذِفُ (٢) أنفسَها في القدورِ وهى تغلى، وفي التنانيرِ وهى تفورُ، فأثابَها الله بحسنِ طاعتِها بَرْدَ الماءِ (٣).

حدَّثنا ابن حميدٍ قال: ثنا سلمةُ، عن ابن إسحاقَ، قال: فرجَع عدوُّ اللهِ - يعنى فرعون - حين آمنت السحرةُ مغلوبًا مفلولًا، ثم أبى إلا الإقامةَ على الكفرِ، والتمادىَ في الشرِّ، فتابعَ اللهُ عليه بالآياتِ، وأخَذه بالسنين، فأرسل عليه الطُّوفان، ثم الجرادَ، ثم القُمَّلَ، ثم الضفادعَ، ثم الدمَ، آياتٍ مُفصَّلاتٍ. فأرسل الطوفانَ، وهو الماءُ، ففاض على وجهِ الأرضِ، ثم ركَد، لا يَقْدِرون على أن يَحْرُثُوا ولا يعمَلوا شيئًا، حتى جُهِدوا جوعًا، فلما بلَغهم ذلك، قالوا: يا موسى، ادعُ لنا ربَّك، لئن كَشَفْتَ عنا الرجزَ لَنُؤْمننَّ لك، ولنُرْسِلنَّ معك بنى إسرائيلَ، فدعا موسى ربَّه، فكشَفه عنهم، فلم يَفُوا له بشيءٍ مما قالوا، فأرسل الله عليهم الجرادَ، فأكَل


(١) أخرجه أوله ابن أبي حاتم في تفسيره ٥/ ١٥٤٩ (٨٨٨٦) عن محمد بن سعد به.
(٢) في ص، م، ت ١، ت ٢، س، ف: "تغرق".
(٣) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٥/ ١٥٤٨ (٨٨٧٨) من طريق الحسين بن واقد به.