للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عَلَى عَقِبَيْهِ﴾ - قال: رجَع مُدْيرًا - وقال: ﴿إِنِّي أَرَى مَا لَا تَرَوْنَ﴾ الآية (١).

حدَّثنا أحمدُ بنُ الفرجِ، قال: ثنا عبدُ الملكِ بنُ عبدِ العزيزِ بن الماجشونِ، قال: ثنا مالكٌ، عن إبراهيمَ بن أبي عَبْلةَ، عن طلحةَ بن عُبيدِ اللَّهِ بن كَرِيزٍ، أن رسولَ اللهِ قال: "ما رُؤى إبليسُ يومًا هو فيه أصغرُ ولا أَحْقَرُ ولا أَدْحَر ولا أَغْيَظُ مِن يومِ عرفةَ، وذلك مما يَرَى مِن تنزيلِ الرحمةِ والعفوِ عن الذنوبِ، إلا ما رأَى يومَ بدرٍ". قالوا: يا رسولَ اللِه، وما رأَى يومَ بدرٍ؟ قال: وأمَا إنه رأَى جبريلَ يَزْعُ الملائكةَ (٢) " (٣).

حدَّثنا محمدُ بنُ بشارٍ، قال: ثنا عبدُ الرحمنِ، قال: ثنا سليمانُ بنُ المغيرةِ، عن حميدٍ بن هلالٍ، عن الحسنِ في قولِه: ﴿إِنِّي أَرَى مَا لَا تَرَوْنَ﴾. قال: رأَى جبريلَ مُعْتَجِرًا (٤) بِبُرْدٍ، يَمْشِى بين يديِ النبيِّ ، وفي يدِه اللِّجامُ، ما ركِب (٥).

حدَّثنا ابن وكيعٍ، قال: ثنا هاشم بنُ القاسمِ، قال: ثنا سليمانُ بنُ المغيرةِ، عن حُميدِ بن هلالٍ، قال: قال الحسنُ: وتلا هذه الآيةَ: ﴿وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ﴾ الآية، قال: سار إبليسُ مع المشركين ببدرٍ برايتِه وجنودِه، وألْقَى في


(١) ذكره ابن كثير في تفسيره ٤/ ١٦ عن ابن جريج به.
(٢) نزع. الملائكة: يرتبهم ويسويهم ويصفهم للحرب. تاج العروس (وزع).
(٣) الموطأ ١/ ٤٢٢، ومن طريقه أخرجه عبد الرزاق في المصنف (٨٨٣٢)، والبيهقي في شعب الإيمان (٤٠٦٩)، والبغوى (١٩٣٠)، وفى تفسيره ٣/ ٣٦٧ عن إبراهيم بن أبي عبلة، وهذا الحديث مرسل من هذا الوجه. وقد رواه البيهقى موصولًا في شعب الإيمان (٤٠٧٠) من طريق ابن أبي عبلة عن طلحة، عن أبي الدرداء.
(٤) الاعتجار: ليُّ الثوب على الرأس من غير إدارة تحت الحنك، تاج العروس (ع ج ر).
(٥) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٥/ ١٧١٦ من طريق سليمان بن المغيرة به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٣/ ١٩٠ إلى ابن المنذر وأبى الشيخ.