للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يا رسول الله؟! قال: «من قتل في سبيل الله؛ فهو شهيد، ومن مات في سبيل الله؛ فهو شهيد، ومن مات في الطّاعون؛ فهو شهيد، ومن مات في البطن؛ فهو شهيد». أخرجه مسلم. وفي رواية لمالك، والبخاريّ، والترمذي: «الشهداء خمسة: المطعون، والمبطون، والغريق، وصاحب الهدم، والشهيد في سبيل الله». وفي رواية لأبي داود، والنسائي: «وما تعدّون الشّهادة؟» قالوا:

القتل في سبيل الله. فقال النبي صلّى الله عليه وسلّم: «الشّهادة سبع سوى القتل في سبيل الله: المبطون شهيد، وصاحب الحريق شهيد، والغريق شهيد، وصاحب ذات الجنب شهيد، والمطعون شهيد، والّذي يموت تحت الهدم شهيد، والمرأة تموت بجمع شهيد».

وعن سعيد بن زيد-رضي الله عنه-قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: «من قتل دون ماله؛ فهو شهيد، ومن قتل دون دمه؛ فهو شهيد، ومن قتل دون دينه؛ فهو شهيد، ومن قتل دون أهله؛ فهو شهيد». رواه أبو داود، وغيره. والأحاديث في ذلك كثيرة. ولا تنس الطّباق بين: {أَحْياءٌ} و {أَمْواتاً} فهو من المحسنات البديعية.

الإعراب: {وَلا:} الواو: حرف استئناف. ({لا}): ناهية جازمة. {تَحْسَبَنَّ:} فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة في محل جزم ب‍ ({لا}) الناهية، والنون حرف لا محلّ له، والفاعل ضمير مستتر تقديره: أنت. {الَّذِينَ:} اسم موصول مبني على الفتح في محل نصب مفعول به أول، ويقرأ الفعل بياء المضارعة، وعليه ف‍ {الَّذِينَ} فاعله، ويكون المفعول الثاني محذوفا. {قُتِلُوا:} فعل ماض مبني للمجهول مبني على الضم، والواو نائب فاعله، والألف للتفريق. {فِي سَبِيلِ:} متعلقان بما قبلهما، و {سَبِيلِ:} مضاف، و {اللهِ:} مضاف إليه.

{أَمْواتاً:} مفعول به ثان، وجملة: {قُتِلُوا..}. إلخ صلة الموصول لا محل لها، وجملة: ({لا تَحْسَبَنَّ..}.) إلخ مستأنفة لا محل لها. {بَلْ:} حرف عطف، وإضراب مبتدأ بعده. {أَحْياءٌ:}

خبر لمبتدإ محذوف، التقدير: «بل هم أحياء»: الجملة الاسمية معطوفة على ما قبلها، لا محلّ لها مثلها. {عِنْدَ:} فيه خمسة أوجه: أحدها: أن يكون خبرا ثانيا للمبتدإ. الثاني: أن يكون ظرفا ل‍ {أَحْياءٌ}. الثالث: أن يكون ظرفا ل‍ {يُرْزَقُونَ} بعده. الرابع: أن يكون نعتا ل‍ {أَحْياءٌ}.

الخامس: أن يكون حالا من الضمير المستكن في: {أَحْياءٌ}. والمراد في كل ذلك متعلّق الظرف، لا الظرف نفسه، و {عِنْدَ:} مضاف، و {رَبِّهِمْ:} مضاف إليه، والهاء في محل جر بالإضافة من إضافة اسم الفاعل لمفعوله، وفاعله مستتر فيه. {يُرْزَقُونَ:} فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع... إلخ، والواو نائب فاعله، وهو المفعول الأول، والثاني محذوف. والجملة الفعلية فيها أربعة أوجه: أحدها: أنها خبر ثالث للمبتدإ، أو ثان؛ إذا لم نجعل الظرف خبرا.

الثاني: أنها صفة ل‍ {أَحْياءٌ}. والثالث: أنها حال من الضمير في {أَحْياءٌ}. الرابع: أنها حال من الضمير المستكن في الظرف. والمراد في كل ذلك: أنّها في محل... إلخ.

<<  <  ج: ص:  >  >>