يفعل ما يشاء، ويحكم ما يريد، لا يسأل عما يفعل. وأما على قول المعتزلة في رعاية المصلحة: فلعله تعالى علم من قوم فرعون: أن بعضهم كان يؤمن بتوالي تلك المعجزات، وظهورها، فلهذا السبب والاها عليهم. والله أعلم بمراده. انتهى خازن.
الإعراب:{فَانْتَقَمْنا:} فعل، وفاعل، والجملة الفعلية مستأنفة، لا محل لها. {مِنْهُمْ:}
متعلقان بما قبلهما، وهما في محل نصب مفعول به، وجملة:{فَأَغْرَقْناهُمْ فِي الْيَمِّ} مفسرة للانتقام، والفاء تفسيريه، ولا يصح اعتبارها عاطفة. {بِأَنَّهُمْ:} الباء: حرف جر وسبب. (أنهم): حرف مشبه بالفعل، والهاء اسمها. {كَذَّبُوا:} فعل، وفاعل، والألف للتفريق. {بِآياتِنا:} متعلقان بما قبلهما، و (نا) في محل جر بالإضافة، وجملة:{كَذَّبُوا..}. إلخ في محل رفع خبر (أنّ)، و (أنّ) واسمها، وخبرها في تأويل مصدر في محل جر بالباء، والجار والمجرور متعلقان بالفعل قبلها، التقدير: بسبب تكذيبهم. (كانوا): ماض ناقص، والواو اسمها، والألف للتفريق. {عَنْها:}
{وَكانُوا..}. إلخ معطوفة على جملة:{كَذَّبُوا..}. إلخ فهي في محل رفع مثلها، وجوز اعتبارها مستأنفة، والأول أقوى، وأولى. تأمل، وتدبر، وربك أعلم، وأجل، وأكرم.
الشرح:{وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ..}. إلخ: بالاستعباد، وذبح الأبناء، والتسخير في الأعمال الشاقة، وهم بنو إسرائيل. {مَشارِقَ الْأَرْضِ وَمَغارِبَهَا:} المراد بها: أرض مصر، والشام ملكها بنو إسرائيل بعد الفراعنة، والعمالقة. والمراد بمشارقها، ومغاربها: جميع نواحيها. وقيل: أراد جميع جهات الأرض. وهو اختيار الزجاج، قال: لأن داود، وسليمان-صلوات الله وسلامه عليهما-كانا من بني إسرائيل، وقد ملكا الأرض. انتهى خازن بتصرف.
{الَّتِي بارَكْنا فِيها} أي: بكثرة الثمار، والزروع، والخصب والسعة. هذا قول المفسرين، وأرى: أن البركة حلت فيها من وجود الأنبياء، وتناسلهم، ودفنهم فيها. {وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنى عَلى بَنِي إِسْرائِيلَ بِما صَبَرُوا} المراد بها قوله تعالى: {وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ..}. إلخ وقرئ: «(كلمات ربك)» لتعدد المواعيد. هذا؛ و «كلمت» بفتح الكاف، وكسر اللام، ويقرأ بكسر الكاف وإسكان اللام، وفيها لغة أخرى: فتح الكلام، وإسكان اللام. هذا؛ وقد تطلق الكلمة على الكلام الكثير، مثل قولك: قال فلان كلمة، أي: ألقى