الإعراب: {وَجَعَلُوا:} الواو: حرف استئناف. (جعلوا): ماض، وفاعله، والألف للتفريق.
{الْمَلائِكَةَ:} مفعول به أول. {الَّذِينَ:} اسم موصول مبني على الفتح في محل نصب صفة:
{الْمَلائِكَةَ}. {هُمْ:} مبتدأ. {عِبادُ:} خبره، وهو مضاف، و {الرَّحْمنِ} مضاف إليه. والجملة الاسمية صلة الموصول، لا محلّ لها. {إِناثاً:} مفعول به ثان، وجملة: {وَجَعَلُوا..}. إلخ مستأنفة، لا محلّ لها. {أَشَهِدُوا:} الهمزة: حرف استفهام توبيخي. (شهدوا): ماض، وفاعله.
{خَلْقَهُمْ:} مفعول به، والهاء في محل جر بالإضافة، والجملة الفعلية مستأنفة، لا محلّ لها.
{سَتُكْتَبُ:} السين: حرف استقبال. (تكتب): فعل مضارع مبني للمجهول. {شَهادَتُهُمْ:} نائب فاعل، والهاء في محل جر بالإضافة، والجملة الفعلية مستأنفة، لا محل لها. {وَيُسْئَلُونَ:}
الواو: حرف عطف. (يسألون): فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع، وعلامة رفعه ثبوت النون؛ لأنّه من الأفعال الخمسة، والواو نائب فاعله، وهو المفعول الأول، والمفعول الثاني انظر تقديره في الشرح، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها، لا محلّ لها مثلها.
{وَقالُوا لَوْ شاءَ الرَّحْمنُ ما عَبَدْناهُمْ ما لَهُمْ بِذلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلاّ يَخْرُصُونَ (٢٠)}
الشرح: {وَقالُوا لَوْ شاءَ الرَّحْمنُ..}. إلخ: يعني: قال المشركون على طريق الاستهزاء، والسخرية: لو شاء الرحمن على زعمكم ما عبدنا هؤلاء الملائكة. وهذا منهم كلمة حق أريد بها باطل، وكل شيء بإرادة الله، وإرادته تجب، وكذا علمه، فلا يمكن الاحتجاج بها.
{ما لَهُمْ بِذلِكَ مِنْ عِلْمٍ:} هذا رد من الله على الكافرين في قولهم. {إِنْ هُمْ إِلاّ يَخْرُصُونَ} أي: يكذبون بقولهم. تعلقت المعتزلة بظاهر هذه الآية في أنّ الله تعالى لم يشأ الكفر من الكافرين، وإنما شاء الإيمان منهم، فإن الكفار ادعوا: أنّ الله شاء منهم الكفر، وما شاء منهم ترك عبادة الأصنام حيث قالوا: {لَوْ شاءَ الرَّحْمنُ ما عَبَدْناهُمْ} أي: لو شاء منا ترك عبادة الأصنام؛ لمنعنا من عبادتها، ولكن شاء منا عبادة الأصنام، والله تعالى رد عليهم قولهم واعتقادهم بقوله:
{ما لَهُمْ بِذلِكَ..}. إلخ. انتهى. نسفي.
هذا؛ وخذ ما قاله محشي الكشاف أحمد جزاه الله خيرا؛ حيث قال: نحن معاشر أهل السنة نقول: إن كل شيء بمشيئة الله تعالى، حتى الضلالة، والهدى اتباعا لدليل العقل، وتصديقا لنص النقل في أمثال قوله تعالى: {يُضِلُّ مَنْ يَشاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشاءُ} وآية (الزخرف) هذه لا تزيد هذا المعتقد الصحيح إلاّ تمهيدا، ولا تفيده إلاّ تصويبا، وتسديدا، فنقول: إذا قال الكافر: لو شاء الله ما كفرت، فهذه كلمة حق أراد بها باطلا، أما كونها كلمة حق، فلما مهدناه، وأما كونه أراد بها باطلا، فمراد الكافر بذلك أن يكون له الحجة على الله، توهما أنّه يلزم من مشيئة الله تعالى لضلالة من ضلّ ألاّ يعاقبه على ذلك؛ لأنّه إنّما فعل مقتضى مشيئته. كما توهم القدرية إخوان