للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

القراآت في محل نصب مفعول به. {بِمالٍ:} جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما، والجملة الفعلية في محل نصب مقول القول، وجملة: {قالَ..}. إلخ جواب: (لمّا)، لا محل لها، و (لما) ومدخولها كلام مستأنف لا محل له.

{فَما:} الفاء: حرف عطف، وقيل: حرف تعليل، ولا وجه له، ولو قيل: استئناف لكان أولى. (ما): اسم موصول، أو نكرة موصوفة مبنية على السكون في محل رفع مبتدأ. {آتانِيَ:}

فعل ماض مبني على فتح مقدر على الألف للتعذر، والنون للوقاية، وياء المتكلم مفعول به أول، والثاني محذوف، وهو العائد، أو الرابط. {اللهُ:} فاعله، والجملة الفعلية صلة: (ما)، أو صفتها، وتقدير الكلام: فالذي، أو: فشيء آتانيه الله. {خَيْرٌ:} خبر المبتدأ، والجملة الاسمية معطوفة على الجملة الفعلية قبلها، فهي في محل نصب مقول القول مثلها. {مِمّا:} جار ومجرور متعلقان ب‍: {خَيْرٌ،} و (ما) تحتمل الموصوفة والموصولة، والجملة الفعلية بعدها صلتها، أو صفتها، والعائد، أو الرابط محذوف؛ إذ التقدير: من الذي، أو: من شيء آتاكموه. {بَلْ:} حرف عطف وانتقال. {أَنْتُمْ:} ضمير منفصل مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. {بِهَدِيَّتِكُمْ:} جار ومجرور متعلقان بما بعدهما، والكاف في محل جر بالإضافة، من إضافة المصدر لفاعله، والجملة الفعلية: «تفرحون بهديتكم» في محل رفع خبر المبتدأ، والجملة الاسمية معطوفة على ما قبلها، فهي من جملة كلام سليمان، على نبينا، وعليه ألف صلاة، وألف سلام.

{اِرْجِعْ إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لا قِبَلَ لَهُمْ بِها وَلَنُخْرِجَنَّهُمْ مِنْها أَذِلَّةً وَهُمْ صاغِرُونَ (٣٧)}

الشرح: {اِرْجِعْ إِلَيْهِمْ} أي: قال سليمان للمنذر بن عمرو أمير الوفد: ارجع إلى بلقيس وقومها بهديتهم. {فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لا قِبَلَ لَهُمْ بِها:} لا طاقة لهم بها، وقرئ: «(بهم)». {وَلَنُخْرِجَنَّهُمْ مِنْها} أي: من أرض سبأ. {أَذِلَّةً:} بذهاب ما كانوا فيه من العز، والمجد. {وَهُمْ صاغِرُونَ:}

أسراء مهانون، إن لم تأتوني مسلمين.

قال وهب بن منبه، وغيره من أهل الكتاب: لما رجعت رسل بلقيس إليها من عند سليمان، وبلغوها ما قال سليمان، وذكروا لها ما رأوا من عظمة ملكه، وسلطانه، قالت: لقد عرفت أن هذا ليس بملك، وما لنا به من طاقة، فبعثت إلى سليمان: إني قادمة عليك بملوك قومي، حتى أنظر ما أمرك، وما الذي تدعو إليه من دينك؟ ثم أمرت بعرشها، فجعلته في آخر سبعة أبيات بعضها داخل بعض، ثم أغلقت عليه سبعة أبواب، ووكلت به حراسا يحفظونه، ثم قالت لمن خلفت على ملكها: احتفظ بما هو قبلك، وسرير ملكي لا يخلص إليه، ثم أمرت مناديا ينادي في أهل مملكتها، تؤذنهم بالرحيل، وشخصت إلى سليمان في اثني عشر ألف قيل من ملوك اليمن، كل قيل تحت يده ألوف كثيرة وسمي قيلا بفتح القاف؛ لأنه ينفذ كل ما يقول. قال ابن

<<  <  ج: ص:  >  >>