للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الخمسة، والهاء في محل جر بالإضافة، و «أن» المضمرة والمضارع في تأويل مصدر في محل جر بلام التعليل، والجار والمجرور متعلقان ب‍ (باسط). {وَما}: الواو: واو الحال، (ما): نافية حجازية تعمل عمل ليس. {هُوَ}: ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع اسم (ما).

{بِبالِغِهِ}: الباء: حرف جر صلة. بالغه: خبر (ما) منصوب، وعلامة نصبه فتحة مقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد، وإن اعتبرت (ما) مهملة، فتكون الباء زائدة في خبر المبتدأ، والهاء في محل جر بالإضافة، من إضافة اسم الفاعل لمفعوله، وفاعله مستتر فيه، والجملة الاسمية: {وَما هُوَ بِبالِغِهِ} في محل نصب حال من فاعل (يبلغ) المستتر، أو من مفعوله، والرابط على الاعتبارين: الواو، والضمير. {وَما}: الواو: حرف استئناف. (ما): نافية مهملة. {دَعاهُ}: مبتدأ، وهو مضاف، و {الْكافِرِينَ}: مضاف إليه من إضافة المصدر لفاعله، والمفعول محذوف، انظر الشرح لتقديره. {إِلاّ}: حرف حصر، {فِي ضَلالٍ}:

متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ، والجملة الاسمية مستأنفة لا محل لها.

{وَلِلّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً وَظِلالُهُمْ بِالْغُدُوِّ وَالْآصالِ (١٥)}

الشرح: {وَلِلّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ..}. إلخ: قال الخازن: في معنى السجود قولان:

أحدهما: أن المراد منه السجود على الحقيقة، وهو وضع الجبهة على الأرض، ثم على هذا القول ففي معنى الآية وجهان:

أحدهما: أن اللفظ، وإن كان عاما، إلا أن المراد منه الخصوص، فقوله {وَلِلّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّماواتِ} يعني الملائكة، ومن في الأرض يعني المؤمنين، {طَوْعاً وَكَرْهاً} يعني من المؤمنين من يسجد لله طوعا، وهم المؤمنون المخلصون لله العبادة، و (كرها): يعني: المنافقين الداخلين في المؤمنين، وليسوا منهم، فإن سجودهم لله على كره منهم؛ لأنهم لا يرجون على سجودهم ثوابا، ولا يخافون عقابا، بل سجودهم وعبادتهم خوف من المؤمنين.

الوجه الثاني: هو حمل اللفظ على العموم، وعلى هذا ففي اللفظ إشكال وهو أن جميع الملائكة والمؤمنين من الإنس والجن يسجدون لله طوعا، ومنهم من يسجد له كرها كما تقدم، وأما الكفار من الإنس والجن فلا يسجدون لله البتة، فهذا؛ وجه الإشكال، والجواب عنه: أن المعنى أنه يجب على كل من في السموات ومن في الأرض أن يسجد لله، فعبر بالوجوب عن الوقوع والحصول، وجواب آخر: وهو أن يكون المراد من هذا السجود هو الاعتراف بالعظمة والعبودية، وكل من في السموات، ومن في الأرض من إنس وجن، فإنهم يقرون لله بالعبودية، والتعظيم، ويدل عليه قوله تعالى: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللهُ}.

<<  <  ج: ص:  >  >>